ولاية القضارف عُرفت منذ عهد طويل بأنها سلة غذاء السودان وما زالت على الرغم من التراجع الكبير الذي اعترى بنيتها الاقتصادية مما أفقر جل ساكنيها ليصبح مردودها في دعم الاقتصاد الكلي ضعيفاً للغاية مقارنة بعطائها في السابق، فالمشكلة تلك أقعدت الولاية عن التنمية العمرانية والصناعية والزراعية لجهة عدم تمكن الولاية من استجلاب المستثمرين الأجانب ورأس المال الوطني في مشروعات كبيرة تحل مشكلة البطالة وتوفر منتجًا محليًا يعمل على خفض أسعار السلع المستوردة وصناعات تزيد من دخل الأسر والأفراد، إلى جانب الحل الجذري لمشكلة المياه التي أرَّقت مضاجع العديد من الحكومات، ويرى بعض المراقبين أن وزارة المياه والسدود وعلى الرغم من قصر إنشائها إلا أنها بذلت الكثير من الجهود لإيجاد حلول لمشكلة مياه القضارف، وقال وزير السدود بالولاية عبدالله الريح إن إنشاء محطات التنقية تجاوزت ال 10 محطات في المنطقة الجنوبية للولاية كذلك نفذنا حوالى «8» حفائر استهدفنا بها مواقع كانت تعاني من العطش مثل وسط القضارف والقرى الواقعة جنوبالقضارف والتي تعرف ب «مثلث العطش» ومن خلال إنفاذ البرنامج الإسعافي نكاد نجزم بأن هذه المناطق ودعت العطش بلا رجعة، وأضاف أن صندوق إعمار الشرق ينفذ مشروعات في مجال المياه بالقضارف بكلفة كلية تبلغ 14 مليون جنيه بينما تدعم وزارة المالية الاتحادية عبر الصكوك مشروعات المياه ب 4.2 مليون جنيه، وهناك دعم آخر من الجهد الشعبي تمثل في حفر خمس آبار، ويرى عبد الله أن حكومة الولاية راهنت على تنفيذ هذا المشروع وسيكتمل قبل انتهاء ولاية الوالي الأولى لأن اعتمادات تمويل المشروع في أيدينا وهي ستصرف عبر وحدة خاصة من مهامها متابعة تنفيذ المشروع حتى إكتماله، إلى جانب العمل في مشروع حصاد المياه الذي طرح من قبل حكومة الولاية السابقة بقيادة عبد الرحمن الخضر في تنفيذه وهو موقع منذ عام 2009م، وهذا المشروع الآن قطعنا فيه شوطًا كبيرًا وأوجدنا له التمويل وهو أيضًا من بنك التنمية الإسلامي بجدة في حدود 12 مليون دولار من كلفته الكلية البالغة 14.1 مليون دولار، وهو يستهدف الاستفادة من مياه الأمطار المتساقطة سنويًا على الولاية المهدرة وغير المستغلة لذا نخطط لحفر «27» حفيرًا في القرى ومسارات الرعاة والنزل إلى جانب حفر ثلاث ميعات في «سام ترك، أم أبيض، أم خبوب» وثلاثة سدود في «سرف سعيد، السرف الأحمر، دوكة» إلى جانب نثر بذور للمراعي بكمية «6» أطنان وقيام «8» مراكز بيطرية وتوفير «7» سيارات متنقلة مع الثروة الحيوانية ومشروع حصاد المياه يؤمن خدمات المياه ل 270 ألف نسمة إضافة ل 5.2 مليون رأس من الماشية بجانب خدمات إضافية بيطرية وإيجاد مراعٍ طبيعية، وحول مياه مدينة الفاو والتي تعتبر من المشروعات الكبيرة تم تحريك العمل فيها لتركيب «5» محطات جديدة وهي تغطي «15» قرية من قرى الفاو بتمويل من صندوق إعمار الشرق بكلفة كلية تبلغ مليوني جنيه، وبلغت نسبة التنفيذ في تركيب المحطات الخمس 85% بجانب إكمال العمل في محطة الفاو وهي تغطي المدينة وأربع قرى حولها ويصل إنتاجها ل1000 متر3 في اليوم بينما طاقتها القصوى تتجاوز 6 آلاف متر3 وعازمون على الخروج من قطاع الفاو بصورة نهائية بهذه المعالجات الجادة، موضحًا أنه تم توقيع عقد لتركيب محطة مياه البوادرة بغية الخروج من قطاع الفاو بصورة نهائية بعد الحل الجذري لها.