تربط السودان والصين صداقة عميقة، وقد تم تبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين في وقت مبكر يرجع إلى العام »1959م»؛ وبعد أكثر من نصف قرن من التطور المستمر توطّدت علاقات الصداقة والتعاون وأصبحت أكثر عمقًا ومع تطورات الأحداث ظلت الصين تبدي حرصها على دعم الحوار البناء بين دولتي السودان وجنوب السودان للتوصل لحلول عادلة لكل القضايا الخلافية بين الدولتين، وهذا ما جاء مؤخرًا على لسان المبعوث الصيني الجديد للسودان وإفريقيا زونق ميان هوا حين دعا الى التوصل لحل عاجل وعادل لقضية تصدير النفط.. وزونق الذي التقى البشير مؤخرًا بالخرطوم صرح لوكالات الأنباء أنه لمس حرص البشير على تطوير تلك العلاقات الثنائية بين البلدين والتي وصفها بالإستراتيجية. وللصين سجل حافل في علاقاته ومواقفه مع السودان وهي التي لجأت في مرات عديدة الى التهديد باستخدام حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن ضد قرارات بفرض عقوبات على السودان بشأن دارفور وقد قامت بكين بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات التجارية مع السودان معظمها في مجال الطاقة وخاصة عقب زيارة الرئيس الصيني هو جينتاو إلى السودان في 2007م بالإضافة إلى استثماراتهم في قطاع النفط في السودان سيما وأنها أكبر مستثمر في السودان في ذلك القطاع. وفي تلك الزيارة دعا الرئيس الصيني نظيره البشير إلى العمل بقوة من أجل جذب المزيد من متمردي دارفور إلى مائدة المفاوضات بهدف إحلال السلام في دارفور وقد كان، وتبدي واشنطن اهتمامًا بعلاقات بكينبالخرطوم بحسب ما أوردته وثائق ويكليكس تمثل في الاهتمام بحركة المبعوثين الصينيين في السودان وبمواقفهم مع السودان ومحاولة الضرب على وتر مصالح بكين النفطية في السودان إلا أن الصين ظلت ومن خلال مبعوثيها تؤكد على حسن النوايا والصداقة مع الخرطوم، وفي الاجتماع التنسيقي الرابع للمبعوثين الدوليين للسودان في أكتوبر الماضي والذي شارك فيه «14» مبعوثًا ومهتماً بالشأن السوداني والذي انعقد بمدينة الجنينة وعند مناقشة أولوية المجتمع الدولي والمانحين رأى المانحون وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة وبريطانيا أن تستمر أعمال الإغاثة التي تقدم للنازحين منذ تفجر الأزمة في 2003م فيما كان رأي الخرطوم أن الوقت قد حان للانتقال إلى مربع التنمية والتعمير وهذا ما أمن عليه المبعوث الصيني آنذاك ليو قوي جين حين تحدث نيابة عن المبعوثين ونادى بضرورة الانتقال للتنمية.. المبعوث الصيني جين الذي جاء تعيينه مبعوثاً خاصاً لدارفور في مايو «2007م» تتلخص أبرز مساهماته في مشاركته الفاعلة في منبر الدوحة لاسيما مؤتمر أصحاب المصلحة، حتى تكللت الجهود بالسلام، وكان له دور من خلال زياراته المتكررة لواشنطن ودول الاتحاد الأوربي في إقناع الغرب بأن مشكلة دارفور في المقام الأول تنموية وأوضاع سياسية، وليست لها علاقة بادعاءات التطهير العرقي، وتجاوزت مهمة قوى دارفور إلى دعم العملية السلمية بين الشمال والجنوب، كما أسهم بجهد وافر في تفنيد ادعاءات المحكمة الجنائية.. وتستمر جهود الصين وعلى كل الأصعدة وفي أواخر فبراير المنصرم أجرى وزير الخارجية الصيني في بكين محادثات مع نظيره السوداني علي كرتي، وقال الوزير يانغ جيه إن الصين والسودان تتمتعان بعلاقات ودية وتعاونية مثمرة في مختلف المجالات، وهو الذي قال عند زيارته السابقة للخرطوم إن سياسة الحكومة الصينية في تطوير علاقات الصداقة والتعاون مع السودان لن تتغير مهما كانت التغيرات إقليميًا وداخليًا.. وهذا ما تعهدت به الصين للرئيس البشير حينما لبّى دعوة نظيره الصيني في خواتيم يونيو من العام الماضي من تعزيز التعاون ودعم جهود السودان في المصالحة الوطنية.