«خمسة آلاف» هو عدد الأطفال الذين اختطفتهم الحركة الشعبية منذ العام2005 وذلك ما صرحت به الأممالمتحدة على لسان الممثلة الخاصة للأمين العام لشؤون الأطفال والنزاعات المسلحة راديكا كوماراسوامي، متهمة في تقريرها خلال مؤتمر صحفي عقد في نيويورك الجيش الشعبي بمواصلة استخدام الأطفال تحت سن الثامنة عشرة في صفوفه، كاشفة عن ألفي طفل ما يزالون في صفوف الجيش الشعبي.. ويبدو أن سلسلة الاختطاف للأطفال القُصّر بواسطة الجيش الشعبي واستخدامهم في العمليات العسكرية تؤكد أنه نهج ظلت تتبعه الحركة.. فسياسة الاختطاف مبدأ تقوم به الحركات المسلحة منذ أيام التمرد بحسب الخبير الإستراتيجي اللواء عبد الرحمن أرباب في حديثه ل «الإنتباهة» وقال إن سياسة الاختطاف منهج تتبعه الحركات المسلحة وتقوم على مبدأ «اضرب واهرب واخطف» تلجأ إليه لتقوية صفوفها. واعتبر ذلك يؤثر سلباً على النسيج الاجتماعي في تلك المناطق التي تشهد هذه الاختطافات وفي نفس الوقت كرسائل للمجتمع إنهم موجودون. مسلسل الاختطافات من قبل الجيش الشعبي بحسب الخبير العسكري اللواء عباس إبراهيم لم يكن وليد اليوم أو خلال هذه السنوات بل منذ الثمانينيات عندما اختطفت الحركة مئات الأطفال وأرسلتهم إلى الولاياتالمتحدة وكوبا وبدأت تكوين جيشها من الأطفال المختطفين وتجنيدهم وغسل أدمغتهم وهم في سن الخامسة عشرة. وأذكر أننا في إحدى العمليات وجدنا أن معظم الأسرى أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة. في حين أن هناك من يرى أن هذه السلسلة من الاختطافات التي تتبعها الحركة والعديد من الحركات المسلحة تؤكد الضعف العسكري في صفوفها نتيجة للانقسامات التي تحدث داخل صفوفها خاصة بعد إغلاق الحدود مع تشاد وذلك ما ذهب إليه اللواء أرباب، مضيفاً أن ذلك أثر على هذه الحركات أبرزها العدل والمساواة التي اتخذت من طريقة الاختطاف ملجأً لتعويض ما يحدث في صفوفها وذلك كما حدث مؤخرًا لاختطافها أفراداً من قوات اليوناميد العاملة في دارفور بلغ عددهم «58» فردًا. وهي نفس الطريقة التي ظلت تتبعها الشعبية.. فقد واصلت مسلسل الاختطاف وخاصة للأطفال القُصّر لتجنيدهم واستخدامهم كدروع بشرية، فالشهر الماضي تم اختطاف أكثر من «170» طفلاً بينهم طلاب ومواطنون بمعسكر«اييدا» بولاية الوحدة بدولة الجنوب وتم تصفية وقتل «13» طفلاً. وتواصل مسلسل الاختطافات من قبل دول الجنوب والتي ظهرت مؤخرًا باختطافها «35» عاملاً صينياً مؤخرًا مما أثار ردود فعل واسعة من قبل المجتمع الدولي ومن بينها واشنطن التي سارعت إلى دعوة الجنوب للإفراج على العمال المختطفين وذلك بعد إدانة الممارسات من جانب الحركة، وقالت المجموعة الوطنية لحقوق الإنسان في بيان لها إنها ظلت تراقب وترصد الأوضاع الإنسانية بمنطقة جبال النوبة بولاية جنوب كردفان، وقد نما إلى علمها أن هناك حالات لانتهاك حقوق الإنسان من جانب قوات الحركة في المنطقة، تمثلت في خطف مئتي طفل بغرض إخضاعهم للتجنيد القسري واستخدامهم في الحرب، و«40» حالة خطف لنساء تعرضن لبعض الأعمال التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، و«20» حالة إعدامات خارج النظام القضائي. وعبّرت المجموعة عن قلقها إزاء حالات الاحتجاز التي طالت المواطنين المقيمين في بعض المحليات، ومنعهم من ممارسة حق التحرك بحرية بجانب تعرضهم لعمليات تهديد، هذا غير حملة المناصرة التي قادها عدد من منظمات المجتمع الدولي وعلى رأسها منظمة الطفولة السويدية. التي أشارت إلى قيام متمردي جنوب كردفان باختطاف أكثر من ألف طفل وترحيلهم إلى دولة الجنوب. توطئة لتجنيدهم في صفوف جيش الحركة، على كل تبقى سلسلة الاختطافات من قبل الحركة الشعبية بدولة الجنوب بمثابة تحدٍ كبير على طاولة الحكومة خاصة وأنها بذلك تهدد أمن وسلامة مواطني تلك المناطق التي تشهد هذه العمليات من الاختطافات.