لم يتحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما إبان العشرة أيام التي قضتها دولة الجنوب في احتلال مدينة مدينة هجليج، لكنه خرج عن صمته عندما بدأت قوات دولة الجنوب تواجه الهزيمة من قبل القوات المسلحة، وأمس الأول قدمت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة سوزان رايس إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي مشروع قرار قد يؤدي إلى فرض عقوبات على السودان وجنوب السودان حال رفضهما نشر قوات على حدود البلدين، وهو الأمر نفسه الذي ظلت تدعو إليه دولة الجنوب قبيل انفصال الإقليم ورفضته الخرطوم آنذاك، ولقد تناولت بعض الصحف الأمريكية معركة هجليج، وتطرق بعضها إلى المخاطر المتوقعة جراء استمرار النزاع بين البلدين الجارين، وأشارت أخرى إلى أن الحرب بينهما قد تتحول إلى حرب إقليمية وتترك آثارها المدمرة على المنطقة برمتها، فقد أشارت صحيفة كريستيان ساينس مونيتر إلى ما وصفتها بمخاطر الحرب بين السودان وجنوب السودان، داعية للاهتمام بالصراع، وموضحة أن الاقتتال بين الدولتين من شأنه استئناف الحرب، وأضافت أن من شأن اندلاع حرب بين الجارين رفع السعر الذي يدفعه الأمريكيون ثمنًا لوقود سياراتهم، وأن تترك تداعيات سلبية على دوام النمو الاقتصادي في الصين، وأن تتسبب أيضًا في هز استقرار المنطقة برمتها، وقالت إن سعر برميل النفط بقي عند حدود مائة دولار منذ أكثر من عام في ظل المخاطر المتوقعة جراء ما وصفتها بحركة الربيع العربي، وبسبب تصاعد التوتر حديثًا مع إيران، وقالت إن التوترات التي تشهدها البلدان المنتجة للنفط من شأنها أن تترك تداعياتها السلبية على المستهلك الأمريكي، مشيرة إلى أن أسعار الوقود في الولاياتالمتحدة ارتفعت بمقدار 34 سنتًا في الربع الأول من العام الجاري، ومضيفة أن أي نزاعات أخرى في الدول النفطية ستنعكس على أسعاره عالمياً، من جانبها قالت صحيفة واشنطن تايمز إن الصراع في السودان ربما يهز استقرار المنطقة بمجملها ويهدد بجر دول في المنطقة إلى الحرب، ويعرض المصالح الأمنية والاقتصادية للمنطقة برمتها للخطر.. ونسبت الصحيفة إلى قائد الجيش الأوغندي الجنرال أروندا نياكاريما قوله الأسبوع الماضي إن بلاده لن تتردد في التدخل في حال تصاعد القتال بين السودان وجنوب السودان، كما أنه حث نظراءه في كينيا وإثيوبيا على اتخاذ مواقف في الصراع، وأشارت واشنطن تايمز إلى أن أوغندا وكينيا وإثيوبيا وطدت علاقاتها مع جنوب السودان إثر استقلال الأخير، وإلى أن جنوب السودان يعتبر السوق الأوسع أمام الصادرات الأوغندية، وأن كينيا وإثيوبيا وقعتا حديثًا اتفاقًا على مشروع ضخم لإنشاء البنية التحتية في هذه الدولة الجديدة. وفي هذا السياق دعا أشهر قادة اللوبي المسيحي غراهام فرانكلين الرئيس الأمريكي باراك أوباما لاستخدام سلاح الجو الأمريكي لضرب مدرجات القواعد الجوية للقوات المسلحة السودانية، وذلك عقب لقاء جمعه مع رئيس دولة الجنوب سلفا كير ميادريت وقائد التمرد بتحالف كاودا عبدالعزيز الحلو، حيث دعا القس غراهام فرانكلين في مقالة نشرتها واشنطن تايمز، إلى شل حركة الطيران الحربي للضغط على السودان للتفاوض مع دولة الجنوب والمجموعات المتمردة في جنوب كردفان والنيل الأزرق في اجتماع على نسق كامب ديفيد، إذًا فإن الضغوط الأمريكية الجارية على السودان من اتجاهات مختلفة عبر الدبلوماسية الأممية في مجلس الأمن وضغوط أصحاب المصالح أمثال القس غراهام والممثل جورج كلوني وغيرهم، وغيرها لتحريك الشارع السوداني ضد النظام والتي فشلت خلال الأيام الماضية، كلها تصب في اتجاه واحد وهو تنفيذ الخطة «ب» ضد السودان.