.. وشبكة من خمس جواسيس »بريطاني ونرويجي.. ومن جنوب إفريقيا.. ومن الدينكا« تعتقلهم مخابراتنا أمس في منطقة هجليج. وشبكة معقدة من الأجهزة. .. وشبكة معقدة شديدة الذكاء تنسجها الخارجية حتى تمنع اختطاف الجنوب وحلفائه للدول الإفريقية »والحكاية نقصها الأسبوع الماضي«. والثالثة عصر أمس ونحن نكتب هذا ينطلق شيء في مجلس الأمن يبحث عن اختراق للشبكة هذه. .. وجهات تجعل مجلس الأمن يتقدم للسودان بطلبات هي التسليم الكامل لكل ما يطلبه الجنوب. وتحت التهديد العسكري تتدخل الأممالمتحدة. .. وفي الخرطوم اليوم الأحد.. الخارجية تستقبل وفداً من المنظمات »النحل المجنون الذي يقود خراب دارفور لخمس سنوات«. والمنظمات التي طردت بحيثيات من الإدانة الحمراء تعود الآن بعد أن قامت باستبدال أسمائها.. وأسماء بلادها. .. ومنظمة »إنقاذ الطفولة« تعود باسم »مؤسسة تنمية الطفولة والمجتمعات«. ومنظمة »مؤسسة الرحمة« تعود باسم »القرية العالمية«. »كير« تعود باسم »شركاء الإغاثة والتنمية«. وخمسون منظمة أخرى تعود لاستئناف الحرب ذاتها. والخارجية تقبل. والمعارك هذه نقص حكاياتها واحدة واحدة. ونقص حكاية خمسمئة مليون جنيه يخصصها سلفا كير لاغتيال عبد المعروف أو ود إبراهيم أو أي من القادة الثلاثة الآخرين.. الذين قادوا معارك هجليج. ونقص حكاية المجموعة = من الطابور الخامس التي عرضت القيام بالمهمة لكن مقابل مليار جنيه. ونقص اللحظة التي رفع الرئيس البشير فيها رأسه من أوراق هناك ليصدر أمراً بإعطاء أرفع نيشان في القوات المسلحة للقادة الخمسة في هجليج. «2» والأسبوع الأسبق نحدث هنا أن مشار يعود من واشنطن ويقدم تقريره إلى سلفا كير. ومشار يصوغ الحديث بحيث يجعل سلفا كير يفهم أن واشنطن قد فقدت الثقة فيه وأنها تبحث عن بديل. وأن البديل هو مشار. ومشار كما نقص الأسبوع الماضي وحتى يجعل سلفا كير يرتكب المزيد من الأخطاء يجعل سلفا كير يهاجم هجليج. ونحدث أن عدد القتلى الهائل من النوير يجعل النوير يهتاجون ضد سلفا كير. ونحدث أن النوير والاستوائية كلها تتململ.. وأن شيئاً سوف يحدث. حتى صباح الأربعاء كنا نحدث بهذا. وصحف الخميس تحمل أنباء انقلاب ضد سلفا كير. والنوير يقودون الانقلاب بقيادة عميد رفض التحرك إلى الحدود. والمهاجمون يسألون : لماذا يظل النوير والاستوائيون هم الذين يقاتلون. ونهار الجمعة مجموعة سلفا كير تجمع «1350» رجلاً من الولايات عدا الاستوائية لحراسة سلفا كير. والجبهة الثورية تقرر فتح ثلاث جبهات جنوب النيل وجنوب كردفان ودارفور مع تحرك تخريبي في الخرطوم. وفي الاجتماع يصرخ أحدهم : هل أنتم متأكدون أنكم لن تجدوا هذا القرار السري غداً في عمود إسحاق فضل الله؟! لكن اجتماعاً سرياً آخر للتخريب لم يتقدم فيه أحد بالسؤال. والمخطط التخريبي مقترحاته للعمل التخريبي تذهب إلى : سنار. : والنيل الأبيض. : وسندس. وخرائط بمواقع الطابور الخامس »الذين يقدمون العون للقوات المسلحة في كل مكان« تحملها المجموعة المتسللة. .. ونقص حكاية هجليج ما بين اللقاء القيادي في الخرطوم مساء الجمعة »الجمعة التي تسلل فيها العدو إلى هجليج« وحتى اعتقال شبكة التجسس أمس.. خطوة بعد خطوة. ونقص شبكة التخريب الاقتصادي. .. والأمني. .. والإعلامي!!. .. و... و... وحتى قائمة الاغتيالات. .. الشيء الوحيد الذي نضطر لإخفائه »لأسباب مفهومة« هو أسماء »المتعاونين مع القوات المتسللة إلى النيل الأبيض وسنار..«. .. ونشرع في الحديث ابتداءً من المنظمات التي تشتري سودانيين!!. .. لكن ما نعجز عن حكايته لأننا نعجز عن فهمه هو : أحدهم في صحيفة «ألوان» يستنكر دعوة أئمة بعض المساجد لهتك أعراض الجنوبيات. هكذا قال. والرجل يقدم شحنة كاملة من الاتهامات لبعض الجهات المعروفة. ثم لا أحد يجلسه ليسأله عن الأئمة هؤلاء من هم.. ومواقعهم وأوزانهم. فإن كان صادقاً عالجوا الأئمة هؤلاء. وإن كان كاذباً عالجوه. لا شيء من هذا يحدث.