سؤال طرحه الكثيرون وهو أين كانت بابنوسة بقادتها حين حررت هجليج؟ والإجابة هي أن المعتمد دكتور ضو البيت ومعتمد الرئاسة خالد محمد رحمة كرشوم وأمير الحروب محمد محمود كنديمة كانوا يقودون الدفاع الشعبي وجزء كبير من مواطنيها جميعهم لبسوا الكاكي وتحركوا صوب هجليج تاركين مرض السكر ومتناسين الانسولين سهروا الليالي لا تهمهم المكاتب ولا المكيفات ولا أولادهم الذين يسألون الآخرين عنهم فهمهم الوحيد كأن هجليج فقط هي القضية وليس الروح. إن إستراتيجية الحرب الحديثة التي طبقت بهجليج كان مواطن بابنوسة يدري بها وبما يدور فيها وهو في غاية الاطمئنان لما سيحدث في هجليج وقوس البحر الذي يمر ببانتيو مرورًا بربكونا والتي سميت ربكونا وسمها العرب من الربكة أي الخلطة ولذا سميت ربكونا وعندما تتجه من ربكونا إلى الشمال الغربي تجد هجليج وكل هذه المسافات عبارة تيجان وطلحة أرض طينية لاحفرة فيها وملجأ، والضرر الذي كانت تجده هجليج والطريق الإستراتيجي لمرور المؤن للجنوب ولولاية الوحدة هو الكبري، وعندما نقول الكبري هنا لا بد من قول الحقيقة فنحن في دارفور أو في كردفان لا نجيد السباحة وهذا معلوم لدى كل السودانيين إذا عند مرور حركات دارفور وعبورها الكبري للهجوم على هجليج ماذا حصل؟.. هنا لعبت إستراتيجية الحرب الحديثة دورها والذي نحتفظ به فقط نقول، «مقلب داخل مقلب» لكن كانت البداية تهديم الكبري والحمد لله عندها اطمأن مواطن بابنوسة واقسموا أنه لن يعود منهم أحد لذا كانت احتفالية أهل بابنوسة بهجليج وارتياح القوات المسلحة والصبر الذي كنا نعيشه من قرب والمواطن البعيد يسأل متى تحرير هجليج وحقيقة ما دار في هجليج ليس انسحابًا ولا تحريرًا بل هي قيامة وكنا نعلم أن هجليج ستكون مقبرة القرن وستكون هجليج من اليوم ممنوعة من الاقتراب والتصوير على أي خائن؛ فالحرب التي جرت في جبال النوبة ودارفور ولم تنجح في سوى الدمار وعلى كل جنوبي اشتهى الانفصال سيشتهي الطعام وعندنا الطعام وعندهم البترول فليأكلوا بترولهم ونخزن أكلنا ليوم معلوم.