ارتبطت شجرة هجليج بالقرآن الكريم في معظم الخلاوي التي تنتشر في ربوع السودان المختلفة حيث يدرس القرآن تعليماً وتلاوة وحفظاً وقبل ذلك يفك الحرف على اللوح المصنوع من شجرة هجليج وذلك لنعومة ملمسة المصقول وصلاحيته للكتابة عليه بالحبر البلدي «العمار» الذي صنعه إنسان السودان قبل أن يعرف الحبر الصناعي، وعليه فإن الواح الهجليج لا تزال تملأ الخلاوي وتشرف بأن تحمل آيات القرآن الكريم تنير بها الأماكن والقلوب، يصنع اللوح في شكل مستطيل له مقبض في جزئه الأعلى يسمى رقبة اللوح ويعتز به من يجمعون التراث من المصنوعات الشعبية اليدوية ثم ثمرة الهجليج «اللالوب» تشبه إلى حد كبير ثمرة التمر عندما تنضج تكسوها قشرة تميل إلى اللون الأصفر وتجمع ثمارها لكي تثقب من طرفيها وتنظم في خيط طويل تأخذ شكل العقد كمسبحة تسمى «الألفية» إذ تحتوي على ألف ثمرة يستخدمها الذاكرون في أورادهم في الليالي والأسحار وتُستخدم أغصان الهجليج في إشعال نار القرآن في مساحات الخلاوي لتلاوة وحفظ آيات القرآن، وتوصل العلم حديثاً إلى أن باطن ثمرة اللالوب يستخدم لعلاج جدار الرحم. تصنع المراكب الشراعية من أشجار الهجليج لكي تنقل إنسان السودان عبر الأنهار من مكان إلى آخر وهي تحمل الخير من المحاصيل الزراعية والخيرات إلى أنحاء السودان المختلفة، إلى زمن قريب حلت الكراسي المصنوعة من الهجليج مكان كراسي الخيزران التي كانت تستورد من الخارج لتجليس طلاب المدارس والجامعات والموظفين في المكاتب الحكومية لمواصفاتها التي تشبه إلى حد كبير بعد تصنيعها وطلائها باللون الأصفر.. شجرة الهجليج شجرة وارفة الظلال ذات أوراق صغيرة متقاربة وسميكة نوعاً ما تستظل بها القماري والعصافير من الهجير وتأوي إليها في زمهرير الشتاء ولها أشواك قوية وحادة تمنع وصول الأفاعي إلى أعشاش الطيور. إن الأرض التي تنبت فيها أشجار الهجليج أرض طيبة طاهرة مباركة ظاهرها تكسوه الخضرة وباطنها يتفجر بالذهب الأسود لخير اقتصاد السودان وإنسان السودان ولكل ما تقدم فإنه لا مكان في أرض الهجليج للكفرة والمعتدين والمارقين، فعين الله ترعاها وتحرسها العناية الإلهية. والتحية والتهنئة لجنودنا البواسل ولشعبنا الأبي بكل فصائله وتقبل الله شهداءنا وجعل مقامهم الفردوس الأعلى وعجّل الشفاء لجرحانا وأسبل عليهم الصحة والعافية. السر مصطفي أمين التدريب والتأهيل برابطة الإعلاميين السودانيين «الرياض»