تصوير: عبد المنعم عوض اختفاوه كان لغزًا لم تُحل طلاسمه حتى الآن، وجاء خبر اختفائه في مواقع عدة وبأقوال متضاربة بُنيت على توقعات الحال لذا كان حريًا بنا التواصل المباشر مع أسرته بالمملكة العربية السعودية.. ولمعرفة تفاصيل الاختفاء كاملة شاركنا الزميل الإعلامي عبد المنعم عوض سليمان الذي عمل على ربطنا بأسرته بالرياض..يقول والده الأستاذ محمد التوم آدم إن ترتيب حسام من والدته هو الثاني ورقم ستة بين إخوته، فأنا متزوج من اثنتين وعملت بالتدريس في عدد من ثانويات البنات بالسودان وأعمل الآن سائق حافلة ترحيل لطالبات جامعيات بالمملكة، والسبب الأساس الذي جعل حسام الدين يأتي من السودان في العطلة بين الفترتين «عطلة الفصل الأول بالجامعة» هو تعديل الاسم حيث كان اسمه الذي قدِّم به للجامعة هو اسم العائلة فجاء اسمه بالخطأ «حسام الدين محمد التوم آدم» والأسم الصحيح هو «حسام الدين محمد التوم حامد آدم» فتوجهنا فور حضوره إلى الجهة المعنية بالأمر بالمملكة ولهم الشكر فقد ساعدونا في استخراج شهادته بالاسم الصحيح، ثم توجهنا صوب السفارة السودانية بالرياض وأكلملنا الإجراءات وتمّ إصدار قرار بتعديل الاسم، وحينها لم تسع الفرحة حسام حين استلمنا القرار وكان همه العودة إلى جامعته خصوصًا بعد أن علم بنبأ نجاحه بعدها تم الحجز له للسفر على خطوط طيران «ناس» في رقم الرحلة «564xy» بتاريخ «11» أبريل الساعة السادسة مساء، ونسبة لارتباطي بزمن الدوام لم أتمكن من الذهاب معهم للمطار ولكن توجهت معه والدته ولحقت أنا بهم وعند وصولي للمطار أخبرتني والدته أن حسام أكمل إجراءته داخل الصالة الداخلية للإقلاع وسافر، وعدنا بعدها للمنزل ثم اتصلت عليه شقيقته وهي طالبة بجامعة أم درمان الإسلامية السنة النهائية، اتصلت عليه وكان هذا آخر اتصال به فرّد عليها بقوله: «أنا الآن في الجوازات وطالع ماشي أشتري لي بطاقة شحن موبايل للاتصال بخالي» وبعد هذا الاتصال لم نسمع عنه شيئًا حتى الآن. * وبسؤالنا لوالد حسام هل تمّ الاتصال على أي جهة رسمية بمطار الخرطوم لمعرفه تفاصيل خروجه من المطار؟ أجاب: كل هذا الأمر موكل لأهله في الخرطوم لكن هنالك ضابط بالمطار أفاد بأن الولد الذي كان يرتدي الفانيلة والنضارة «يقصد أوصاف حسام» كان «متجولاً» داخل الصالة، وهذه آخر مرة شوهد فيها وللعلم لم يستقل حسام سيارة تاكسي من المطار وذلك لوجود ضوابط في المطار بتسجيل الركاب وأرقام التكاسي، وحسب الاعتقاد أنه استقل سيارة أو وسيلة خارجية وطلب منهم نقله للسامراب حيث يوجد خاله، وحتى الآن لا توجد أي معلومة مؤكدة تفيد خروجه من المطار وكل هذه استنتاجات، وآخر تواصل كان مع أخته وبعدها أغلق هاتفه، وقد تأكدنا من وصوله لمطار الخرطوم لأن لكل المسافرين بالطيران كروتًا بها معلومات تامة عن الراكب، وقد وُجد الكرت خاصته معبأ بخط يده كما أن اسمه كان من ضمن كشف وصول الركاب بمطار الخرطوم، لكن الشيء الذي لم نتأكد منه هل خرج من مطار الخرطوم أم لا.. وهذا هو اللغز؟! وهذا ما نود التأكد منه.! وأشرنا لوالده إلى بعض المعلومات التي وردت منها لقاء خاله بالمطار وأن هاتفه يكون مفتوحًا في بعض الأحيان لكنه لايستجيب للاتصال. عقّب والده على حديثنا بقوله: أولاً لقاؤه بخاله لم يتم لأنه لم يتحرك أصلاً من السامراب، وإنما كان يتواصل معه من خلال الهاتف فقط، أما بخصوص أن الهاتف غير مغلق فقد حدث ذلك لوالدته بدليل أنها أرسلت رسالة في هاتفه نصها «أن صاحب هذا الجوال إذا كان مقبوضًا عليه أو في اي حالة أفيدونا أو سلمونا جثمانه»، ونفى والده بشدة وجود خلافات لحسام مع أسرته قائلاً: إن كل ما ذُكر في بعض المواقع لا يمت لحسام بصلة، فقد كان محبوبًا وبارًا بوالديه وكان يحب دراسته جدًا وليس لديه أي نشاط سياسي ولا ينتمي لأي فئة وهو بطبعه هادئ وحتى عندما كانت تنشأ فوضى أو اضطرابات في الجامعة كان يترك الجامعة ويسافر لأهلنا بمنطقة «طلحة» ولا يعود الا بعد أن يسود الهدوء. وجاء الآن دور والدته لتحدثنا عن فلذة كبدها حيث قالت والأسى بادٍ عليها: كان رقيقًا وشفافًا وليس له أي انتماءات سياسية ولا نشاط سوى نشاطه الأكاديمي، وأرسلت عبرنا مناشدة ننشرها بنصها «أنا والدة الطالب حسام الذي يدرس الهندسة المدنية بجامعة سنار، أناشد وأطالب الرئيس البشير والسيد وزير الداخلية الاهتمام بالموضوع، والرجاء ثم الرجاء من جميع القوات النظامية وقوات الشرطة والاستخبارات والأمن في السودان الاهتمام باختفاء ابني حسام. نرجو منكم الاهتمام. وختم والده حديثه بالقول: إن المسألة مسألة أمنية، وتمّ فتح بلاغ ويتابع الموضوع مجموعة من الأهل بالخرطوم على رأسهم جده وخاله وأحد أقربائنا وهو مهتم جدًا بالأمر ويوليه اهتمامًا خاصًا، فقط نخشى أن يدخل الشيطان ويزلزل صبرنا وبحق نشكركم على اهتمامكم بالموضوع.