عقب التصعيد الأمني بين الخرطوم وجوبا جراء أحداث هجليج استقبلت الخرطوم عدداً من المسؤولين من خارج الحدود، بذات الخصوص، كان آخرهم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي وصل البلاد أمس في زيارة وصفت بالمهمة، ناقش عبرها مع الرئيس البشير في لقاء مطول بالقصر الجمهوري التطورات الجارية في العلاقة بين السودان ودولة الجنوب وعدداً من الملفات بالمنطقة منها الملف السوري ورغم أن زيارة العربي تأتي إنفاذًا لقرار المجلس الوزاري للجامعة العربية في دورته«137» في مارس الماضي بالعاصمة العراقية، والخاص بدعم السلام والتنمية في السودان إلا أن تأخر موقف الجامعة من إدانة احتلال هجليج خلف علامات تساؤل ولكن تكون الزيارة الآن قد حطمت جبل الاستغراب سيما وأنها تزامنت مع زيارة مهمة قام بها رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوى للتوسط بين الخرطوم وجوبا ثامبو أمبيكي ونائبه، وقال العربي للصحفيين عقب لقائه بالرئيس إن حضوره للخرطوم نيابة عن الجامعة العربية التي قررت في الاجتماع الوزاري الأخير التضامن مع السودان وحماية سيادته وسلامته الإقليمية، وأضاف أنه ناقش مع البشير الأمر المتعلق بالسودان ودولة الجنوب والعلاقات السياسية والعربية وأوضح أن اجتماع الجامعة العربية قرر الاتصال مباشرة مع السودان وإيفاد لجنة على مستوى عالٍ طلبت من الأمين العام الحضور إلى السودان والتشاور مع الحكومة تمهيدًا لزيارات مستقبلية، وذكر وقوف الجامعة على الطلبات الخاصة بالسودان الجامعة العربية، منوها إلى أن الموقف العربي بشأن التدخلات الأجنبية في السودان مرفوض تماماً من جهته أبان وزير الخارجية علي كرتي في تصريحات مشتركة أن إطلاق سراح الأجانب الموقوفين في هجليج تم بتفاهم سياسي، وأردف بالقول:« أمبيكي يقوم بدور كبير في الوساطة بين السودان والجنوب ويتولى ملف التفاوض وهو الوسيط الذي كلفه الاتحاد الإفريقي وهو الوسيط الذي وجد الدعم من إفريقيا في قراره الأخير ومجلس الأمن الدولي، وبالتالي فإن التفاهم الذي يتم مع أمبيكي هو تفاهم مراد منه تمكينه من أن يكون له دور كبير في بقية الملفات الأخرى». لكن اللافت في الزيارة أن الضيف لا يحمل أدنى مقترحات بشأن نزع التوتر بين الخرطوم وجوبا لجهة أن الجامعة العربية لاتوجد لديها علاقات مباشرة بدولة الجنوب، وهو ما أكده العربي، لافتاً الانتباه إلى أن الجامعة ستعقد اجتماعاً وزارياً في 5 يونيو المقبل لبحث الموضوعات التي تتعلق بالسودان ويدفع في الاجتماع وزير الخارجية علي كرتي بطلبات السودان للجامعة لتحديد المطلوب من الجامعة والدول العربية جميعاً، إلا أن الجامعة من الممكن أن تلعب دورًا بشأن إقناع الحركات المسلحة التي يأويها الجنوب، ولعل الخرطوم تدرك ذلك حيث عوّل وزير الخارجية علي كرتي على الجامعة في ذلك وأشار إلى أن الاجتماع القادم الخاص بالسودان ذو صلة بما يمكن أن تقوم به الجامعة في سبيل إقناع «هولاء» بالواقع العملي ودعم السلام. ونوّه كرتي إلى أن المقابلة توافقت على اجتماع اللجنة الوزارية في 5 يونيو المقبل الذي ينتظر أن يدفع فيه السودان بعدد من الطلبات باعتبار الأعضاء في الجامعة من دول مؤثرة لها علاقات مع أطراف ذات صلة بما يجري مع دولة الجنوب، وقال إن تلك الموضوعات أو الطلبات مفصلة وسيتم النقاش حولها في الاجتماع المقبل، متوقعاً في الأثناء أن إصدار الاجتماع لقرارات متوافقة مع السودان، وشدد كرتي على أن دور الجامعة العربية في سلام دارفور كبيا حيث سبق للعربي أن التقى رئيس السلطة الانتقالية وناقش معه دعم الاتفاقية والدعم الإنساني والتنموي بجانب زيارة السيسي للجامعة.