لم يجد المنتخب الوطني الأول صعوبة كبيرة في اجتياز ضيفه المنتخب الزامبي المتوج بلقب بطولة الكان الأخيرة في منافسات الجولة الأولى للتصفيات الافريقية المؤهلة لكأس العالم 2014م بهدفين نظيفين بإمضاء مهند الطاهر وسيف مساوي. دخلت صقور الجديان معركة أم درمان سلاحها الحماس وشعارها الثأر ورد الاعتبار، وقدمت السهل الممتنع في فنون كرة القدم الحديثة بفضل القيادة.. عكس المنتخب الزامبي الذي ظهر تائهاً بالقلعة الزرقاء، ولم يفلح نجومه بقيادة رودجر كولا وتشامانغا وكريستوفر كاتونغو وكاونج في اصطياد الصقور كما صرح مدربهم الفرنسي هيرفي رينارد الذي لم تنجح خطته، معللاً ذلك بأن الأجواء السيئة أثرت على أداء اللاعبين، وقال إن صقور الجديان لعبوا بحماس ولم يقعوا في الأخطاء، وكانوا مصممين على الفوز واستحقوه عن جدارة، وهذه كرة القدم وعلينا القبول بنتائجها. مباراة صقور الجديان والرصاصات النحاسية لم تكن مباراة عادية في مجموعة نارية، خاصة بعد الفوز الكبير الذي حقه المنتخب الغاني »النجوم السوداء« على منتخب ليسوتو بسباعية نظيفة أشعل بها المنافسة وجعل المجموعة الرابعة هي الأولى من حيث القوة والإثارة. كثير من المراقبين توقعوا أن تؤثر النتيجة الكبيرة لمنتخب غانا على صقور الجديان، لكنها زادتهم حماساً رغم ضعف الإعداد مقارنة ببطل إفريقيا العائد من معسكره الخارجي. وكانت الحصة الأولى بمثابة ترويض، فقد جرب فيها المنتخب الضيف كل أسلحته المشروعة وغير المشروعة لاصطياد الصقور، لكن كل محاولاته باءت بالفشل، فقد استطاعت الصقور أن تصهر النحاس وتبطل مفعول الرصاص في الحصة الثانية، عندما فاجأ »الغزال« الضيوف بصاروخ أرض.. أرض اخترق الدفاعات الزامبية واخترق الشباك الشيبولوبونية، وقبل أن يفيق كبيرهم من الصدمة جاءت رأسية سيف مساوي التي أعلنت الثأر ورد الاعتبار لتعلو البسمة الوجوه وتخرج الجماهير في مسيرات فرح وهي تردد سودانا فوق.. سودانا فوق. ومعركة السبت كانت اختباراً لصقور الجديان وانهياراً لبطل القارة الذي لم تشفع له كل ألقابه في الوقوف أمام جوارح السودان وهي تصد الرصاصات النحاسية عن صدورها، مرسلة رسالة واضحة لكل المنتخبات الإفريقية بكل مسمياتها بأن صقور الجديان جاهزة للتحليق في سماء البرازيل ضمن الكبار. والوقفة الجماهيرية الصلبة كانت الدافع المعنوي للصقور لتحطيم أسطورة المنتخب الزامبي، وقراءة الجهاز الفني للمباراة كانت الاستراتيجية لاجتياز العقبة الزامبية، والحافز المالي سيكون زاد المسيرة الإفريقية. صقور الجديان استحقوا الشكر والإجلال المستوى الذي قدمه أبطال السودان أعاد للأذهان العصر الذهبي للسودان عندما برز الفريق القومي في البطولات الافريقية بقيادة جكسا ومنزول وسبت دودو ونجم النجوم أمين زكي وعمر التوم وكمال عبد الوهاب وعلي قاقارين. هل تعاني صقور الجديان الإهمال؟ أمين خزينة الاتحاد والمشرف الاداري على المنتخب الأول ونائب رئيس لجنة المنتخبات أسامة عطا المنان، قال في المؤتمر الصحفي إن صقور الجديان تعاني إهمالاً من الجميع. وأضاف قائلاً: إننا لم نجد دعماً إلا من وزير الدولة بوزارة الخارجية، وباستثنائه لم يدعمنا أحد ولم يقف معنا أحد، وكأن هذا المنتخب يمثل دولة أخرى. «الإنتباهة» نبهت لذلك »الإنتباهة« أول من نبهت القائمين على أمر المنتخب، واتصلت بالاتحاد العام وبادارة الرياضة بوزارة الشباب والرياضة وبالهاتف الشخصي للوزير، ولم تجد أذناً صاغية، وكتبت تقريراً مطولاً بعنوان «صقور الجديان بين مطرقة الألم وسندان الأمل». ونحمد الله بأن ولد الأمل من رحم المعاناة، وكما يقول المثل للفشل أب واحد وللنجاح آباء كثر.