أثار وصول قادة الحركة الشعبية قطاع الشمال إلى العاصمة الإثيوبية جملة من التساؤلات لدى الصحفيين المرابطين منذ أيام لملاحقة ومتابعة تفاصيل المباحثات الجارية بين السودان ودولة الجنوب، ووصل إلى أديس أبابا بصفة مفاجئة أمس الأول رئيس قطاع الشمال مالك عقار برفقة الأمين العام للقطاع ياسر عرمان وحطا أولاً بفندق «راديسون بللو» مقر التفاوض بين الخرطوموجوبا وسط ذهول عدد من الزملاء فيما فضل البعض الاتجاه فورًا لعقار وعرمان للتقصي وراء أسباب ودواعي حضورهم إلى أديس أبابا. دهاليز التفاوض وداخل دهاليز التفاوض علمت «الإنتباهة» أن دواعي حضور عرمان وعقار إلى العاصمة الإثيوبية عقب توجيه دعوة رسمية إليهما من قبل الوساطة الإفريقية رفيعة المستوى بقيادة ثامبو أمبيكي للترتيب لمباحثات من الخرطوم بحسب القرار الأممي رقم «2046» وخارطة الطريق الإفريقية، عقار وعرمان وفور وصولهما انخرطا في اجتماع مع بعض أعضاء اللجنة الإفريقية للوساطة واستغرق زمن الاجتماع ساعات لم يُسمح فيه بإطلاق تصريحات صحفية للصحفيين المترقبين بلهفة لمعرفة ما يجري، وفي مقابل ذلك ينزل عقار وعرمان بفندق «انتركونتنتل» بالقرب من مقر المفاوضات بين السودان ودولة الجنوب، ويُنتظر بحسب المتابعات أن تكمل الآلية الإفريقية عددًا من الترتيبات مع عقار وعرمان ومن وثم تقوم بطرح نقاط لبدء جولة تفاوضية بين الحكومة وقطاع الشمال بالحركة الشعبية، ويعتقد البعض أن الخرطوم دفعت في وقت سابق بموافقة مبدئية للتباحث مع قادة قطاع الشمال ورهنت ذلك بفك الارتباط بين الفرقتين التاسعة والعاشرة للجيش الشعبي والقيادة العسكرية للجيش الشعبي بجوبا. الخرطوم موافقة كشفت معلومات خاصة عن موافقة الخرطوم على استيعاب قوات القطاع في الأجهزة العسكرية عقب التوصل لتفاهمات واتفاقات نهائية مع قادة القطاع، وما يعضد ذلك تأكيدات بثها مسؤول رفيع المستوى بلجنة التفاوض بأن قادة القطاع يعتبرون سودانيين وأن الحكومة لا ترفض الجلوس إليهم بشروط فك الارتباط أولاً، وفي سياق ذلك ترى قيادات جنوبية مشاركة بالمفاوضات أن جوبا لا علاقة لها بقطاع الشمال وتم فك ارتباط الفرقتين التاسعة والعاشرة منذ وقت طويل وهذا ما تهدمه تأكيدات الخرطوم إبان آخر اجتماع في مايو من العام «2011» قبيل الذي يوضح أن نسبة تنفيذ فك الارتباط بين الفرقتين وقيادة الجيش الشعبي بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بلغ «17%» فقط، هذه النسبة المثبتة بالتقارير الرسمية، وعلى النواحي الميدانية تقود قوات قطاع الشمال بالحركة الشعبية عمليات مكثفة هذه الأيام بغية وضع نواصٍ كبيرة للتفاوض حالما وقّع مع الحكومة. اقتراب الموعد وتوضح معلومات أخرى أن الموعد المضروب لانطلاق المفاوضات بين الخرطوم وقطاع الشمال عقب انتهاء جولات التفاوض بين السودان ودولة الجنوب الجارية هذه الأيام بأديس أبابا لكن بعض التوقعات الأخرى تشير إلى أن الموعد المضروب للتفاوض بين الطرفين يبتدر فور الفراغ من الترتيبات الأمنية بين الخرطوموجوبا. مخاوف من نيفاشا أبدى خبير إدارة الأزمات وفضّ النزاعات نادر فتح العليم تخوفه من أن تفضي المباحثات لإنتاج «نيفاشا جديدة» ونوه بحاجه الطرفين لبعضهما ووصف إغلاق جوبا للنفط بالرعونة ولفت إلى ضغوط كثيرة مورست على الطرفين وزاد: «أخطر ما في عملية التفاوض وضع طرف لخطوط حمراء وهمية يتراجع عنها لاحقًا» وأردف: «الطرفان تعنتا ووضعا شروطًا وتراجعا عنها وبالتالي اختلت الأجندة». باقان: الانسحاب جزئي رهن كبير مفاوضي دولة الجنوب باقان أموم تشكيل إدارية أبيي والبدء في ترسيم المنطقة بسحب القوات المسلحة بصفة كاملة ودمغ باقان عملية الانسحاب الأخيرة للجيش وإعادة انتشاره حول أبيي ب«الانسحاب الجزئي». انطلاق المفاوضات انخرط أعضاء اللجنة السياسية الأمنية المشتركة بين السودان ودولة الجنوب بقيادة وزيري دفاع البلدين في اجتماعات مكثفة، وقال باقان للصحفيين إن على الخرطوم سحب قواتها، ونطالب بذلك وما تم من انسحاب جزئي»، وأكد باقان استعداد بلاده لتنفيذ الخارطة الإفريقية فيما يتعلق بالترتيبات الأمنية. وأوضح أن الاجتماع غير العادي للجنة السياسية الأمنية المشتركة الذي انطلق بفندق: «راديسون بللو» بأديس أبابا أمس يهدف لترتيب الاتفاقات الأمنية بين الطرفين ويركز على تكوين اللجنة غير الدائمة للشكاوى والتحقيق في الشكاوى بين البلدين بجانب تشكيل لجنة مشتركة لرقابة الحدود بين البلدين تشمل ممثلين للدولتين والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والمراقبين.