تظاهرة ثقافية حاشدة أمّها المبدعون وأصحاب الفكر من أدباء وكتاب وناقد، وبحضور رسمي تقدمه وزير مجلس الوزراء الأمير أحمد سعد عمر وعددٌ كبيرٌ من الوزراء والولاة ووزراء الثقافة بالولايات... ايذانًا بانطلاقة فعاليات مهرجان ليالي السودان تحت شعار (ياهو دا السودان) برعاية كريمة من النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه الذي يجيء في إطار احتفالات البلاد بمهرجان الثقافة العاشر.. بمشاركة جميع الولايات ويستمر لأسبوعين في الفترة من «13» يونيو حتى الأول من يوليو القادم.. يتم خلالهما عكس التراث والفلكلور السوداني ويضم فقرات شعرية وغنائية ومسرحية وفنونًا قصصية ومعارض بمعدل ليلة لكل ولاية. مفتتح وبداية!! استهل المهرجان بآيات من ذكر الله الحكيم أعقبتها مقطوعة موسيقية قدمتها الفرقة القومية الموسيقية، ثم قدم وزير الثقافة بولاية غرب دافور هاشم نورين كلمة وزراء الثقافة الولائيين، مثمنًا دور رئيس الجمهورية في دعم ورعاية الثقافة في البلاد، وأكد دعم وزراء الثقافة لمصالح البلاد العليا وتعزيز مفهموم التنوع الثقافي، وأوضح نورين أن المهرجان يأتي في إطار الدفاع والهوية وتغير صورة السودان عالميًا التي ارتبطت بالحروب والنزاعات، وأكد نورين أن السودان وطن محبة وجمال، معربًا عن شكره لرئاسة الجمهورية لرعاية المهرجان وجهودها في تبني مشروع المدن الثقافية بالولايات، مناشدًا في ذات الوقت رئاسة الجمهورية بتكملة مشروعات البنية التحتية بولاية غرب دارفور حتى يتم إعلان الجنينة عاصمة للثقافة هذا العام. وفي ختام حديثه قلد وزراء الثقافة الولائيون وزير الثقافة الاتحادي السموأل خلف الله بقلادة حب وتقدير من قبل الوزراء لمجهوداته في العمل الثقافي بالولايات وانفتاح وزارته على الولايات وإحياء النشاط الثقافي بها وختم بقوله: نحن راضون كل الرضا عن أدائه في حفظ التراث. رسائل المهرجان!! بدوره اعتبر وزير الثقافة بالدولة مصطفى تيراب أن المهرجان يأتي في إطار إرساء دعائم السلام والمحبة، موضحًا أن الثقافة هي التي تقود الحياة، مؤكدًا مقدرة السودان على صنع الحياة والعمل على إحياء القيم النبيلة التي تنبذ الجهوية والعصبية وتعمل على رتق نسيجه الاجتماعي بجانب التصدي للغزو الفكري والاستلاب الثقافي الغربي الذي اتهمه بهدم الموروث الثقافي. الدولة تجدِّد دعمها للثقافة من جانبه حيا الأمير أحمد سعد عمر وزير مجلس الوزراء وممثل رئيس الجمهورية حيا قبيلة الثقافة وممثليها ومبدعيها، مشيدًا بدور وزارة الثقافة في توحيد ولايات السودان وجمعهم تحت مظلة الموروث الثقافي.. وقال: إن شعار المهرجان يعتبر أقوى الدلالات، موضحًا أن المهرجان سوف يعكس للعالم أجمع تراث وإبداع أهل السودان، وباهى سعد بأن السودان له قصب السبق في تعليم الآخر كيف يعيش بثقافته وتراثه وتنوعه، وقال: إننا لسنا دعاة حرب وإنما دعاة إعمار وتنمية وسلام.. وجدد في ختام حديثه وقوف الدولة بجميع أجهزتها التنفيذية خلف الثقافة، وقال: إننا على قلب رجل واحد، مشيرًا إلى أن المهرجان يمثل دليل صادق على التوجه الذي تنشده الدولة وختم: سوف نسعى بقدر المستطاع لأن نحقق هذا التوجه الحضاري بكل السبل المشروعة من أجل هذا. زين عالم ثقافي جميل!! شركة زين للاتصالات شكلت حضورًا مميَّزًا برعايتها للمهرجان، وقال المدير التنفيذي الأستاذ إبراهيم محمد الحسن إن زين عملت على تطبيق شعار وزارة الثقافة (الثقافة تقود الحياة)، معددًا المهرجانات والمشروعات الثقافية التي تبنّتها الشركة بشراكة ذكية مع وزارة الثقافة، مجددًا دعم الشركة للثقافة وأنشطتها وختم بالقول: هذا اليوم عرس للسودان وعرس للثقافة السودانية. مشاركات وفقرات.. شهدت أمسية الافتتاح عدة فعاليات وفقرات وجدت الاستحسان والرضى من قبل الحضور، ابتدرتها الفرقة الموسيقية القومية بمقطوعة «يا وطني» أعقبها الفنان أنس عبد الله بوصلة غنائية (أرض الخير بلدنا حبابا) للراحل الخليفة حسن العطبراوي، ثم قدمت فرقة الاكروبات السودانية عرضًا مميزًا، ليختم الفقرات الشاعر الشاب عزمي أحمد بقصيدة وطنية ألهبت الحضور حماسًا. جدير بالذكر!! يأتي المهرجان في إطار مهرجان الثقافة العاشر وتنفيذاً لتوجيهات نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان، التي أطلقها في مهرجان السياحة والتسوق في البحر الأحمر للتعبير عن ثقافة الدولة وعكس التراث والفلكلور الذي تزخر به المنطقة المتعددة الثقافات.. وقال وزير الثقافة السموأل خلف الله قريش في تصريحات صحفية: إن هذه الليالي تم الإعداد لها خلال «3» أشهر بمشاركة كل ولايات السودان، مبيناً أنها ستنطلق، وأكد خلف الله أن المهرجان سيكون فرصة للتنافس بين الولايات في شتى ضروب الفنون والإبداع من شعر وغناء وعزف ورقص وفنون شعبية، وستتم رعاية الأعمال المتميّزة، كما سيقام معرضًا بمعدل ليلة لكل ولاية. خروج ها وقد أوقدت الخرطوم مرة ثانية بنشاط ثقافي قومي يتشارك فيه كل مبدعي ولايات السودان بالتباري والتنافس في عرض وعكس تراثهم وعاداتهم وتقاليدهم ليشكل في الختام مفهوم الموروث الثقافي وينفذ شعار (الثقافة تقود الحياة) ذلك الشعار الذي أطلقته الوزارة.