لم يخطر ببال مواطني أبي روف شمال قط أن يكون شهر فبراير في العام «2007م» هو بداية المأساة والمعاناة، هذا التاريخ هو تاريخ تنفيذ الطريق الذي يربط شارع النيل أم درمان بشارع ود البصير، وتتمثل معاناة سكان المنطقة أن الشارع الذي تمّ إنشاؤه يرتفع كثيرًا عن مستوى المنازل مما نجم عنه نتيجة عكسية في تصريف المياه في المجاري فبدلاً من أن تخرج المياه من المنازل الى الخور ومنها الى البحر صارت مياه المجاري تدخل الى داخل المنازل وهذا يعود لارتفاع الشارع وانخفاض المنازل، أضف الى ذلك أن الشارع أشبه ما يكون بطريق المرور السريع فهنالك قرابة ال«12» شخصًا فقدوا أرواحهم نتيجة للحوادث المرورية وهم يهمون باجتياز الطريق إلى الجانب الآخر حيث المسجد والمدارس، كما أن الخور في الشارع الرئيس للهجرة يمثل خطرًا حقيقيًا على صحة البيئة وأرواح المواطنين كونه متسعًا وعميقًا وبدون سقف، حيث تراكمت النفايات على جانبيه وانهارت أطرافه مما أدى لحدوث عدد من الحوادث المرورية، ولم تتوقف أضرار الشارع عند ذلك الحد فالردمية التى تمّ ردم الشارع بها في مراحله الأولية كانت تربة غير نظيفة وبها كمية من حشرات «الأرضة» التي انتشرت في الأثاثات وأسقف المنازل بصورة مخيفة. ونورد هنا أرقام بعض المنازل التي شهدنا على تضررها «620، 629، 399، 176، 264، 604، 620» تباينت أضرارهم مابين غمر مياه المجاري وتشققات وانهيار في المباني وآفة «الأرضة». انعدام الحواجز عبد الناصر أحمد عضو اللجنة الشعبية ومقرر لجنة الزكاة وعضو باللجنة المجتمعية بالحي ونائب رئيس الخدمات بالحي وأمين الشباب بالمؤتمر الوطني وهو من أكثر المتضررين حيث قابلناه في شارع الهجرة ود البصير ونحن ندلف باتجاه شارع أبو روف شمال واشار الى الخور قائلاً: هذا الخور منذ زمن الانجليز لم يصَنْ مما أدى لعدد من الحوادث المرورية وسقوط الشاحنات والركشات والسيارات الملاكي التي انزلقت نسبة لعدم وجود حواجز خرصانية. وعند دخولنا لمنزله رقم «620» لاحظنا بداية الفرق الذي بدا واضحًا للعيان منذ أن وطئت أقدامنا أرضيته فالبعد شاسع ما بين الشارع والمنزل الذي يحتاج لردمية تصل قرابة المتر ونيف حتى يكون في مستوى الشارع أضف لذلك انهيار كامل للحمامات نتيجة لسوء تصريف مياه الخريف، وقال عبد الناصر: لم نترك بابًا لم نطرقه بداية من المعتمد الأسبق الدكتور الفاتح عز الدين والذي نشهد له بوقفته الصلبة معنا وقد حررت عدد من الخطابات منها أكثر من «3».. المدير التنفيذي لمكتب الوالى مجتبى الصديق وكان الوالى آنذاك الدكتور عبد الحليم المتعافي وخطاب لوزير التخطيط العمراني عبد الوهاب محمد عثمان وايضًا خطابات لمديري المصارف والطرق والكباري وللمدير العام ونائبه وكانت هنالك زيارات لعدد من المسؤولين لم نجنِ منها سوى الوعود الكاذبة «المستندات بطرفنا». وفي اللقاء الذي تمّ مع المعتمد أبو كساوي قال لنا بالحرف الواحد «أكون صريح معاكم ما حا أدفع قرش واحد من المحلية لأبي روف فهذه مهمة وزارة التخطيط العمراني» وهنالك خطاب آخر حررناه للفريق التهامي معتمد ام درمان ومازال قيد الانتظار. طريق الموت و التقينا الأخ عصام بكّار رئيس اللجنة الشعبية بالحي لأكثر من «14» عامًا حيث أفادنا قائلاً: يمثل لنا هذا الطريق هاجسًا فهو طريق رئيس وهام ويقع وسط منطقة سكنية مما يعني عبور طلاب المدارس والمصلين مما يشكل خطورة فائقة لهم فهم أي الطلاب صغار في السن والمصلون معظمهم مسنون وقد توفي المؤذن السابق الحاج عبد الفضيل وهو يهم بقطع الشارع في اتجاه المسجد ساعة صلاة الظهر.. كذلك توفي الحاج علي بحادث مروري وهو يغادر المسجد، وهنالك حوادث كثيرة واصابات خطيرة خاصة من أصحاب الركشات والهايس، كذلك نعاني من مشكلة الكهرباء فبعد إنشاء الشارع وتعليته ومع مرور الشاحنات تحتك مع الأسلاك مباشرة مما ينجم عنه «احتكاك» وتقطع الأسلاك، ومن هنا أناشد مكتب الهجرة بتحسين الكهرباء باستبدال الأسلاك الحالية بأسلاك محسنة بعد تعلية الزاوية. مكب نفايات الباشمهندس جمال محمد الفاتح رئيس لجنة الخدمات بالحي سألناه بداية عن النفايات التي توجد بكثرة على جانبي الشارع فأجاب أن النفايات سببها المحلية التي قامت بتنظيف الخور وتركت النفايات في مكانها، وأضاف: لو كان الخور مسقوفًا لما امتلأ بالنفايات، ونحن نعاني من الحوادث المرورية في جانب الخور وفي الشارع المعني، وقمنا بمخاطبة إدراة المرور لعمل مطبات في الشارع داخل الحي نسبة لأن المسجد والمدارس يقعان في الجانب الآخر للشارع الا أن ردهم كان بأنهم لا يمكنهم عمل مطبّات وذلك من ناحية أمنية، فالشارع تمر به مواكب المسؤولين.. وقد خاطبنا كل الجهات المنوط بها البتّ في هذا الأمر بدون فائدة. حبرعلى ورق ونحن نهم بمغادرة الحي التقينا المواطنة فائقة حامد حيث قالت إنها من أكثر المتضررين من هذا الشارع حيث غمرت المياه منزلهم وكانت على مستوى عالٍ جدًا ووصلت حتى دواليب الملابس مما حدا بهم إلى الاستعانة بالدفاع المدني وانهارت الحمامات، واضافت: المعتمد الأسبق الفاتح عز الدين عاين منزلنا بنفسه وقام بإيجار منزل آخر لنا ولمدة عام لحين صيانة المنزل المتضرر لكن وبعد انقضاء العام عدنا لنجد منزلنا كما هو، وكان دكتور الفاتح قد تمّ نقله لمنصب آخر! كانت نتيجة الخطابات التي حررت عددًا من التوصيات تتمثل في: معالجة كل المنازل المتضررة بالشارع ومعالجة المصارف بالشارع ومعالجة المسجد من الأرضة ومياه الأمطار وعمل مطبّات بالشارع قبالة المسجد والمدارس. لكن جميع التوصيات ظلت «حبر على ورق»!!