على بعد نحو «40كلم» من حاضرة الولاية الشمالية مدينة دنقلا تقع منطقة مشو.. عراقة المكان بائنة ومعلومة للناس منذ مئات السنين، ودنقلا تشهد بناء أول مسجد في السودان وماجاورها من مناطق يمر بها الصحابي عبد الله بن أبي السرح ولكن مع ذلك فالحالة التي عليها مؤسسات منطقة مشو وماجاورها التعليمية والصحية يبدو عليها البؤس وتحتاج إلى العون الحكومي سيما وأن الحكومة لم يسبق منذ الاستعمار أن أعانت تلك المناطق التي طورت مدارسها ومراكزها الصحية بالعون الشعبي ممثلاً في أبناء المناطق بالخليج والخرطوم، وقد كشف رئيس اللجنة العليا لتأهيل التعليم د. عثمان شرفي أنه في عهد المستعمر رأى رجل إنجليزي الأطفال يحفظون القرآن وقرر حجب الدعم الصحي والتعليمي عن المنطقة.. وسط تلك العتمة برزت بارقة أمل هي الأولى من نوعها عندما طوى صندوق دعم الوحدة ملف الجنوب وقرر في خواتيم عمله أن يلتفت لمناطق يبدو عليها البؤس إذ قام الصندوق بمعاونة أبناء المنطقة بالخرطوم وعلى رأسهم القياديان بالوطني فتحي شيلا وبلال عثمان بلال نائب دائرة دنقلا بالمجلس الوطني بتشييد مدرسة جديدة داخل مدرسة مشو التي تأسست في العام «1969» ومنذ ذلك العهد لم يعد تأهيلها وتطويرها .. فرحة أهالي المنطقة بالمدرسة الجديدة دفعتهم لاقتطاع مساحة «25» فدانًا من اراضيهم لإكمال بقية مشروعاتها، ولعل الحدث الكبير جعل الجميع وفي حضرة والي الشمالية أن «يدق صدره» ويعلن عن مساهمته في إكمال مسيرة التعليم بمشو التي تتوسط وحدة الحفير الإدارية إذ تبرعت مؤسسة الشهيد الزبير بإقامة مسجد وصندوق دعم الوحدة على لسان ممثله نواي إسماعيل بمركز للتدريب المهني، وقد أكد في كلمته حاجة إنسان الشمالية للدعم وضرورة تنمية مناطقه، وتبرعت الخدمة الوطنية بالتشجير وتكفل وزير التربية بالولاية د. طة محمد بالإجلاس، وقد شكر الجميع على تقديمهم المباني متعهدًا بتقديم المعاني وتبرع معتمد دنقلا د. الفاتح حسين بحافلة للتعليم بالوحدة الادارية. الملف الثاني الذي أبدى وفد المركز الزائر للمنطقة وعلى رأسه ضيف الشرف وزير الدولة بالعدل حسن مختار كان مستشفى مشو الذي يعاني الإهمال ونقص المعينات وزاره والي الولاية والوفد المرافق وأعلن نائب الدائرة بلال عثمان والبرلماني فتحي شيلا عن إطلاق نفرة لتأهيله وضع بلال «15» ألف جنيه من جيبه الخاص لتكون ضربة بداية وتكفل معتمد دنقلا بتقديم «50» طنًا من الأسمنت. ومهما يكن من أمر فرغم المعاناة وقلة الدعم فإن أبناء المنطقة متفائلون خاصة بعد إقناعهم لصندوق دعم الوحدة أن يتجة شمالاً بعد أن أهدر موارده جنوباً.