توفى في 21 أكتوبر 2010م محجوب عثمان رئيس تحرير صحيفة (الأيام) ووزير الإعلام في أول حكومة للرئيس جعفر نميري وسفير السودان في أوغندا. الراحل محجوب عثمان كان أحد القيادات الشيوعية السودانية. وقد لجأ الى بريطانيا في أعقاب عودة الرئيس جعفر نميري إلى الحكم في 22 يوليو 1971م، بعد فشل الإنقلاب العسكري الذي قام به الحزب الشيوعي في 19 يوليو 1971م بقيادة الرائد هاشم العطا. كان من قيادات الشيوعيين الذين لجأوا إلي بريطانيا، عقب فشل إنقلاب هاشم العطا، محجوب عثمان والدكتور عزالدين على عامر. وقد حرصت وزارة الخارجية السودانية بقيادة الدكتور منصور خالد على ملاحقة ومطاردة الشيوعيين الذين لاذوا ببريطانيا. حيث حرّضت وزارة الخارجية السودانية نظيرتها البريطانية على عدم منح حق اللجوء السياسي لكل من محجوب عثمان والدكتور عزالدين على عامر. ودارت مكاتبات عديدة بين الحكومتين السودانية والبريطانية بهذا الشأن. وبتوجيه من وزير الخارجية الدكتور منصور خالد سحبت سفارة السودان بلندن جوازات السفر الخاصة بمحجوب عثمان وعزالدين على عامر. كان محجوب عثمان يحمل جواز سفر دبلوماسي سوداني رقم 295 صادر بتاريخ 4 مايو 1970م، وجواز سفر سوداني عادي رقم 67113 بتاريخ 26 يوليو 1967م. وكتبت سفارة السودان بلندن مذكرة رسمية بتاريخ 23أغسطس 1971م إلى وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانية، تحيطه علماً بسحب جوازات السفر السودانية الخاصة بالسيد محجوب والدكتور عزالدين على عامر. وأوضحت مذكرة السفارة للخارجية البريطانية بأن حكومة السودان ترغب في التأكيد بأن إقامة هذين السيدين من الآن فصاعداً في بريطانيا، لا يمكن اعتمادها على امتلاكهما لجوازات سفر سودانية. واستطردت مذكرة السفارة لتقول إن جمهورية السودان في ذات الوقت ستنظر في تورط مثل هؤلاء الرجال في نشاطات مدمرة ضدها، كتحرُّك سيئ، إذا ما تمّ منحهما أي لجوء سياسي بالمملكة المتحدة. وحول نفس الموضوع كتب السفير البريطاني في الخرطوم (آثرنجتون سميث) خطاباً إلى وزارة الخارجية البريطانية (مكتب الكومونولث والعلاقات الخارجية). كان خطاب السفير بتاريخ 28/اكتوبر 1971م. جاء في خطاب السفير البريطاني إلى وزيره في لندن (طُلِب منيّ الإتصال بأحمد صلاح بخاري وكيل وزارة الخارجية السودانية في هذا الصباح. قال لي السيد بخاري إنه تلقى تعليمات من وزيره السيد منصور خالد للتحدث معي حول هذا الموضوع، في ضوء العرض الذي قدمته خلال اجتماعك بمنصور خالد في نيويورك في 1/أكتوبر 1971م، لمعرفة إذا ما كنا قد فعلنا شيئاً تجاه تقييد تحركات ونشاطات اثنين من الشيوعيين السودانيين، هما عزالدين على عامر ومحجوب عثمان سفير السودان السابق في كمبالا، حيث يقومان بحملات ضد حكومة السودان. وكما اتفقت أنت مع منصور خالد، قدّمت السفارة السودانية إلى وزارة الخارجية البريطانية التفاصيل المطلوبة عن الشيوعيين الإثنين المعنيين، بما في ذلك تفاصيل جوازات سفرهم التي أُلغِيت. لكن المعلومات تفيد أن محجوب عثمان وعزالدين على عامر المتواجدين في لندن، قد ظلا رغم سحب جوازات سفرهم يسافران داخل وخارج بريطانيا. حيث سافر عزالدين على عامر من لندن إلى (براغ) بجواز سفر سوداني ثم عاد إلى لندن، وهو يستخدم وثيقة تشيكوسلوفاكية. الوزارة أيضاً تلقت تقريراً حول تنظيم اجتماع في لندن في 21 أكتوبر. حيث أشرفت (لجنة التضامن) على تنظيم ذلك الإجتماع للقيام بمظاهرة ضد ما أسموه إنتهاك حقوق الإنسان في السودان. وكان عزالدين على عامر أحد المتحدثين الرئيسيين في ذلك الإجتماع. ويستطرد السفير البريطاني في الخرطوم في خطابه إلى وزيره في لندن (وكيل وزارة الخارجية السودانية أحمد صلاح بخاري بقوله (إن حكومة السودان ستقدر أى جهد لإيقاف النشاطات السياسية لمحجوب عثمان وعزالدين على عامر). وقد أفدت السيد الوكيل بأن وزارة الخارجية البريطانية وضعت سلفاً الإعتبار تجاه ما يمكن عمله لتقييد سفر محجوب عثمان وعزالدين على عامر. نحن في السفارة البريطانية بالخرطوم قلقون تجاه ما يثير الحساسيات في العلاقات السودانية البريطانية. سأوافيك بتقرير حول طلب الوزير منصور خالد). سنكشف لاحقاً عن ملفات الخارجية البريطانية الخاصة بمحجوب عثمان وعزالدين على عامر. يُذكر أن الراحل الدكتور عزالدين على عامر توفى في لندن في يونيو 1995م، وأن الراحل السيد محجوب عثمان توفى في 21 أكتوبر 2010م. سنرى فيما بعد حلقة أخرى من مسلسل وزير الخارجية الدكتور منصور خالد وهو يلاحق ويطارد قيادات الشيوعيين السودانيين الذين لجأوا إلى لندن.