الى حد كبير شعرت الحكومة بحرج بالغ عندما وجدت أن الآخرين سبقوها في أهم مجالين تراهن عليهما وهما الزراعة والإنتاج الحيواني، ففي الوقت الذي قلل فيه وزير الزراعة المتعافي من الإنتاجية الزراعية ووصف فيه وزير الثروة الحيوانية فيصل حسن إحدى إدارات وزارته بجنازة البحر كانت المشروعات غير المملوكة للحكومة تركت مشروعات الأخيرة خلفها ومدت إليها لسانها ساخرة منها.. أمس الاول النائب الأول للرئيس علي عثمان وقف على ذلك بنفسه وتيقن في قرارة نفسه الفرق الشاسع بين إدارة حكومته للقطاعين المذكورين وإدارة القطاع الخاص لهما بزيارته لمشروع فايت للإنتاج الزراعي والحيواني بمنطقة قندتو بمحلية شندي «170كلم» شمال الخرطوم وللمفارقة فإن النائب الأول كشف أن الرئيس البشير ومساعده د. نافع علي نافع حدثاه عن مشروع فايت ولكنة قال: «ليس من رأى كمن سمع ومارأيته يفوق ما سمعته»!! ومرد ذلك أن المدير العام للمشروع وليد فايت قدم أمام النائب الأول ومرافقيه رؤية متكاملة لكيفية إدارة القطاعين مستدلاً بمشروعه طالب وزير الصناعة عبد الوهاب عثمان على إثرها باعتماد ذلك المنهج بواسطة الحكومة، بل دعا إلى إفساح المجال للقطاع الخاص، ومضى إلى اتجاه وزارته لإشراك الأخيرين في مجال السكر والنسيج بل إن عبد الوهاب انفعل مع حديث فايت وانتقد الشركات الحكومية. وكان فايت الذي يحتوي مشروعه «300» من الأبقار الهولندية تنتج الواحدة منها نحو «70» رطلاً وتنتج منتجات عصائر وألبان ومشتقات ألبان ويعمل في إطار حلقة متكاملة تبدأ من الإنتاج الحيواني والصناعات الغذائية وقنوات التسويق ومنافذ التوزيع، ورغم أن المشروع بدأ في 2009 بعمالة أجنبية تم الآن إحلالها بعمالة وطنية وتم الاتفاق على استيراد «30» ألف عجل أمريكي يصل منها ألفان الشهر المقبل بجانب الاهتمام بزراعة البرسيم الحجازي وتوقيع اتفاقات مع مركز بحثي ألماني لتطوير الموالح وفتح باب التدريب للخريجين بجانب الاتفاق مع مركز هولندي للتدريب.. وأشار وليد إلى اهتمامهم بالصناعات من خلال إنتاج الأجبان والألبان، وكشف وليد عن إمكانية تخفيض سعر رطل اللبن إلى «50» قرشًا بدلاً من جنيهين بالاهتمام بالسيلاج «العلف».. النائب الأول وصف المشروع بالأفكار التي حولتها الهمم إلى رجاء وقال إن الزراعة مخرج البلاد.