افكار في الاقتصاد: التجاني حسين بعد أن أصبحت مصفاة الذهب بالخرطوم على أعتاب التنفيذ خلال بضعة شهور، هل تصدق توقعات وزير المعادن بأن إنتاج السودان من الذهب سيحقق قفزة كبيرة عام 2011 بالمقارنة مع العام الماضي،
أي بزيادة تبلغ 100% ؟ حيث أوضح عبد الباقي الجيلاني أن السودان قد ينتج ما يصل إلى 74 طنًا من الذهب هذا العام، مقارنة بنحو 37 طنًا العام الماضي، متجاوزًا بكثير تقديرات الموازنة العامة للبلاد. إن السودان يسعى من أجل زيادة الصادرات غير النفطية، وذلك بغرض التعويض عن فقدانه ل 75% من عائدات النفط بسبب انفصال الجنوب، ومن أهم ما يتم التركيز عليه، بجانب الصادرات الزراعية، صادر الذهب، حيث تعمل العديد من الشركات الصغيرة بالإضافة للتعدين الأهلي في ذلك المجال. واستكمالاً لذلك الهدف يعمل بنك السودان المركزي ووزارة المعادن على بناء مصفاة الذهب بالخرطوم التي تكتسب أهمية بالغة لتحقيق ذلك الغرض، إذ إنها ستسهم فى إضافة قيمة للذهب وتحد من ظاهرة التهريب وتمهد لإنشاء البورصة المقترحة، ومن المتوقع افتتاح المصفاة فى الأول من يناير 2012م المقبل. ومن ناحية أخرى فإن شركة مناجم المغربية العاملة فى مجال التعدين، حددت منتصف العام 2013 تاريخًا لبدء عملياتها وأنشطتها التعدينية فى مجال الذهب بشكل تجاري بولاية نهر النيل بمواقع الامتياز الحائزة عليها فى كل من مربعي 24 بالشريك و15 بوادي قبقبة بمحلية أبوحمد، وذلك بموجب اتفاقيتين وقعتهما الشركة مع حكومة السودان. إن وجود مصافٍ للذهب بالسودان أمر بالغ الأهمية، وذلك لأنها تضيف قيمة للذهب وتقنن مسألة تنقيته وتضبط عملية المحافظة عليه من التهريب الضار بالاقتصاد الوطني، وبالتالي تزيد إيرادات الدولة منه، أما مسألة البورصة فتصبح ضرورية وستساعد على التسويق وبالتالي تؤدي إلى تشجيع المنتجين. يبقى بعد ذلك من الضروري الاهتمام بمعالجة مشكلات التنقيب الأهلي بما يزيل مخاطر ذلك التنقيب ويقننه ويجعله آمناً، كما أن زيادة عدد الشركات العاملة في التنقيب وتمديد المساحات الخاضعة للتنقيب لتشمل مناطق أخرى بالسودان ثبت أن بها كميات اقتصادية من شأنه أن يساعد السودان في تحقيق هدفه في جعل الذهب واحداً من أهم صادرات السودان.