المكان: دولة جنوب السودان الزمان: «8» يوليو «2012» الوقت: السادسة مساء العاصمة: جوبا الحدث: انقطاع التيار الكهربائي.. المشهد: حالة من الارتياب تنتاب الجميع وتحركات مكثفة للاجهزة الامنية للتقصي وراء اسباب انقطاع التيار الكهربائي وساعات تفصل الدولة التي اقر مواطنوها في 9 يوليو 2011 الانفصال عن جمهورية السودان عند انطلاق الاحتفالات الرسمية صباحًا، وعند الساعة التاسعة مساء ترسم تقارير استخبارات الجيش الشعبي عنوانًا مخيفًا مفاده ان انقطاع الكهرباء تم بفعل فاعل بولاية اعالي النيل وتحديدًا من مقاطعة ملكال، وطائرة عسكرية حديثة تحلق بعد عشر دقائق للقبض على اللواء جوك رياك قائد المنطقة العسكرية المركزية في ولاية اعالي النيل واحضاره الى جوبا للتحقيق معه حول انقطاع الكهرباء وتورطه في قيادة انقلاب ضد النظام بايعاز من ابن عمه الفريق مجاك اكود.. والطائرة تقترب من مطار ملكال يلتئم اجتماع امني رفيع المستوى ويقرر (...) ويخرج الجميع بهدوء عقب الاجتماع «كمن لم يرَ او يسمع» وتتجه القيادات الى منازلها بهدوء وتنشط فرق الحراسة الخاصة بمقار المسؤولين في عملية الحراسة التقليدية وسط همهمات تفيد بوقوع محاولة انقلابية جديدة ضد النظام وفي المقابل لاتبدو الصورة على العاصمة جوبا .. فرق التفتيش منتشرة وحالة حظر التجوال معلنة منذ السادسة صباحًا وعلى مستوى القيادة نقلت قيادات بعينها لمقار مشددة الحراسة ونقلت قيادات اخرى للاقامة في اماكن تشبه الاقامة الجبرية غير المعلنة. مجموعات التناطح «الانقلابيون» مجموعة انضمت ل«3» مجموعات تتناطح حول سدة الحكم في جوبا لقيادة احلام الدولة الجديدة واعلنت المجموعة عن نفسها بقيادة انقلاب فاشل خواتيم العام الماضي، وحسبما تناقلت الاوساط الجنوبية فإن المجموعة تضم الفريق مجاك اكود نائب وزير الدفاع وعددًا من قيادات دولة الجنوب العسكرية إضافة الى ارملة زعيم الحركة الشعبية ربيكا قرنق والفريق «م.ك.» في قاعدة (...) ورغم فشل المجموعة وتورطها في المحاولة الا ان الاجهزة المختصة لم تستطع توقيفها لاعتبارات قبلية وقوة عسكرية ضاربة تتمتع بها تلك القيادات وصارت المجموعة الانقلابية تناطح هذه الايام في مجموعة الرئيس سلفا كير التي تعتمد في قوتها الرئيسة على السند العسكري ونقشت ملامح الانشقاق داخل صفوف قيادة الجيش الشعبي برؤية قيادات ان سلفا كير فشل في حسم مجموعة السياسيين المثقفين او ما يعرف «بمجموعة اولاد قرنق» ويجزم اخرون ان المجموعة التي تربّت تحت بصر جون قرنق هيمنت على مقاليد الدولة السياسية والاقتصادية ويجب حسمها والانتهاء من امرها. تشكيلة جديدة مع عودة الرئيس سلفا كير ميارديت الى جوبا عقب مشاركته في اعمال القمة الافريقية باديس ابابا ينتظر ان يجري تعديلاً على التشكيل الحكومي لدواعٍ سياسية واقتصادية.. ونقل مصدر مسؤول بامانة حكومة جوبا اعلان سلفا كير لتشكيل حكومي جديد قريبًا يتوقع ان يطيح احد اقوى ابناء مجموعة اولاد قرنق «دينق الور» رئيس مجلس الوزراء وعضو وفد التفاوض الجنوبي بجانب اقصاء وزيري الدفاع والداخلية جون كونك واليسون مناني مقايا فضلاً عن اعفاء مدير عام قوات الشرطة تيتو اشول صاحب الخلاف العميق مع وزير الدولة بالداخلية «صهر سلفاكير» زيادة على اعفاء وزير النفط لوال شول. المفاجأة الكبرى ربما بحسب المصدر تتمثل في اتجاه سلفا كير لاعفاء نائبه د.رياك مشار من منصبه والاستعانة بوالي الوحدة تعبان دينق في مكانه او جون لوك وزير الشؤون القانونية وقصمت مطالبات مشار المتواصلة بزيادة مقاطعات دولة الجنوب واخرها حديثه الغاضب بكنيسة جوبا ظهر العلاقة بينه وسلفا كير الذي ظل يحاول كسب مشار ضد مجموعة اولاد قرنق. سلفا وإيقا.. أشواك على الطريق وضعت تصريحات رئيس برلمان جوبا جيمس واني ايقا تحت نيران غضب الرئيس سلفا كير ونقل المصدر طلب سلفا لرئيس البرلمان بسحب تصريحاته وما نسبه الى رئيس الدولة والتهديد باغلاق البرلمان بامر رئاسي وتعكرت الاجواء بين الرئيس ورئيس البرلمان عقب اطلاق الأخير لتصريحات تكشف عن تسليم كل المتورطين في قضايا الفساد لمكتوب للتحقيق. قصة ال «11» مليار دولار تعتبر مجموعة اولاد قرنق الاقوى بين المجموعات الاربع المتناطحة بدولة الجنوب ومركز قوتها يتمثل في رصيدها الاقتصادي الضخم من الاموال وبأحد اجتماعات خاصة مع الرئيس سلفا كير كشف المصدر عن تهديد المجموعة للرئيس بكشف الكثير المثير حالما ظهرت اسماء من المجموعة بقائمة ال«75» مسؤولاً المفسدين وهدد قيادي ينتمي للمجموعة ويتقلد منصبًا كبيرًا بالتشكيل الحكومي رئيسه بالكشف عن اموال سلمها له شخصيًا في العام «2010» مما يعني ان صاحب الرقم «76» موجود «بيننا كما قال للرئيس». قوانين جديدة اوكل الرئيس سلفا كير ميارديت مهمة مراجعة القوانين الخاصة بتنظيم الحركة الشعبية للشخص المقرب منه جون لوك ووجه لوك بالفراغ من التحضير لقوانين جديدة حول صلاحيات الامين العام للحركة الشعبية قبل نهاية شهر يوليو الجاري لاستعراضها في الاجتماع الرئيس للحركة في 30 يوليو الجاري وتشمل القوانين الجديدة نقل بعض من الصلاحيات لرئيس الحركة من الامين العام ووضع اعمال الامين العام في خانة الادارة فقط والابقاء على اصدار القرارات الداخلية التنظيمية لرئيس الحركة فقط. خليفة مشار تحت الجسر يجري صراع مكتوم بين نائب الرئيس مشار ووالي الوحدة تعبان دينق للفوز بمقعد نائب رئيس دولة جنوب السودان الذي يجلس عليه الآن مشار وبسند مجموعة اولاد قرنق بات اقتراب تعبان من المقعد عنصرًا مخيفًا لمشار الذي يؤمن بنوءة زعيم النوير بتقلد كرسي الحكم في الجنوب ووسط خلافات حادة بين سلفا ومشار ربما تشهد التشكيلة الحكومية الجديدة اعفاء مشار وتعيين تعبان «البنك» كما يطلق عليه في الوسط السياسي الجنوبي نسبة الى امتلاكه لأموال ضخمة، ودعا مشار ابان مخاطبته للجماهير الجنوبية بكنيسة جوبا إلى زيادة عدد مقاطعات دولة الجنوب وسار في دربها بخطاب آخر في رومبيك مما اغضب سلفا كير الذي قال في مناسبة سابقة ان زيادة عدد المقاطعات بحسب طلب بعض الولايات امر صعب لصعوبات اقتصادية تواجه الدولة، وكاد مشار يسقط من كرسيه بالحكومة الجنوبية ابان مؤتمر الحركة الشعبية في العام «2008». تحرير السودان.. إسقاط العبارة دعا مثقفون جنوبيون لإسقاط عبارة «تحرير السودان» من مسمى الحركة الشعبية عقب انفصال جنوب السودان وميلاد دولة جديدة بدواعي انتفاء اسباب الكلمة عقب نجاح الجنوبيين في الانفصال لكن يعتقد آخرون ان الكلمة يجب الإبقاء عليها للاستمرار في اقامة مشروع السودان الجديد، واكد المصدر اتجاه قيادات الحركة التاريخية الى اسقاط عبارة تحرير السودان في اجتماع مجلس التحرير القومي المقبل. تيلار دينق.. الملف الخاص يجري المستشار القانوني لحكومة جوبا تيلار دينق حصرًا لقائمة المسؤولين المفسدين وشخصيات أخرى متورطة في عمليات فساد تمهيدًا للكشف عنها للرأي العام وتقديم مرتكبيها للمحاكم واعتقلت جوبا بالفعل عددًا من الأشخاص واقرباء مسؤولين متورطين في عمليات فساد وبيع اراضٍ وغيرها.
