{ المجموعة القوية في دور الثمانية في بطولة كأس الاتحاد الافريقي لكرة القدم يحق لنا أن نطلق عليها مجموعة السودان.. مجموعة البلد المؤسس للكرة الافريقية.. مجموعة أهل القارة وبُناتها الأوائل.. وأظنها المرة الأولى التي تحتكر دولة واحدة المجموعة بهذه الطريقة وليس في الأمر عجب. { مجموعة السودان تضم الهلال والمريخ وأهلي شندي وكل منها يمثل ركناً أساسياً من أركان الكرة السودانية المؤسسة، فالهلال هو أول فريق سوداني يشارك إفريقياً، والمريخ هو أول فريق سوداني يفوز ببطولة إفريقية، أما أهلي شندي نمور دار جعل فهو أول فريق سوداني يصعد للممتاز وفي أولى سنوات صعوده يعتلي فرق المقدمة ويشارك إفريقياً.. وحتى في هذه المشاركة فقد اعتلى سلم المنافسة خطوة خطوة وبإرادة قوية وعزيمة رجال حتى وصل الى القمة والدور ربع النهائي. { إنها ثلاثة فرق تمثل السودان الحضن الدافئ للكرة الافريقية، وصاحب الاسم الأكبر في الفكرة والريادة والتأسيس واستضافة أول بطولة. وهذه الفرق بكل هذه الخصائص مؤهلة للفوز بالكأس واستعادة الأمجاد وعودة الاسم الكبير الى القارة الكبيرة إن شاء الله.. وقد توفرت كل الظروف لتحقيق الحلم واعتلاء منصة التتويج. { ولا عجب أن تبدأ الكرة السودانية في استرداد أنفاسها وموقعها الطبيعي في القارة الأم.. لأن القائمين على أمر الفرق الرياضية توصلوا أخيراً لفك شفرة الانطلاق والإمساك بأسباب الأمل للعودة للأمجاد.. وذلك بتوفير كل متطلبات الاعداد السليم للفرق من توفير الاحتراف في التدريب والتعاقدات والمعسكرات.. وانعكس الضوء من فرق الأندية على المنتخبات، وكانت الصحوة الأخيرة، ولا عودة للوراء بأي شكل من الأشكال، وهذا ما يجب أن يعلمه القائمون على الأمر في الدولة والاتحاد المعني. { نبارك لإفريقيا عودة أبنائها الشرعيين الى دائرة الضوء، ونبارك للفرق الثلاثة الهلال والمريخ وأهلي شندي هذا الشرف العظيم وهذا التأهل العظيم وهذه الصبغة السودانية المحبة للمجدعة القوية الافريقية. نقطة.. نقطة { أهلي شندي فات الكبار والقدرو.. وهي عبارة ترددت في كثيراً أخيراً.. ولكن من يعرف أصل الحكاية لن يجد في الأمر عجباً.. فشندي ذات تاريخ ورجال في كل معالم تاريخ السودان.. وشندي تمتلك من الرجال الذين سطروا أسماءهم في تاريخها الرياضي على المستوى المحلي والاقليمي والخارجي.. وشندي تمتلك حالياً المال والرجال والفكر والإرادة وليس في الأمر عجب. { ظروف صحية قاهرة حرمتني من المشاركة هذه المرة مع أهلي أهل شندي وهم يزفون النمور الى دور الثمانية، ولكنه حرمان من الوجود الشكلي مع الأهل، ولكن الوجود الروحي والوجود بكل المشاعر والأحاسيس كان معهم، وسيظل انسان شندي في حاضرة دار جعل هو السند الحقيقي والمثل الحقيقي في الاصرار والانتقال بالفريق الرمز من فجر الي فجر. { أتخيل أن تجلس ادارات الأندية الثلاثة حاملة لواء الكرة السودانية في البطولة الافريقية جلسة صفاء وتفاكر من أجل التنسيق ووضع الخطوط العامة لمرحلة دوري المجموعة.. فمن يتلقي ويبادر ويدعو للاجتماع التاريخي.. فهم أصحاب الوجعة وأهل الهم.. وهم من يحدد معالم الطريق.. وهم من يجبر الاتحاد العام والدولة على المشاركة وتحمل المسؤولية.