الإداريون القدامى الذين عاصروا الحكم المحلي في عهده الزاهر أيام الضابط التنفيذي ذي العلامات الصفراء.. وقد جاء الضابط الإداري بعد أن قام الحكم بدراسات متأنية وتجارب من مفتش المركز إلى الضابط الإداري والتنفيذي.. وهناك تجارب مليئة عايشها أولئك الضباط الإداريون في تلك العهود.. وقد كان من أولئك .. أمير الصاوي.. وعلي حسن عبد الله ومحمد عثمان يس وتلك الكوكبة.. أولئك الإداريون فجئني بمثلهم.. إذا جمعتنا يا زمان المجامع.. وفي مقدمة هذه الكوكبة كان السيد حسين شرفي مدير المديرية الشمالية عليه الرحمة والرضوان والذي تجول في أنحاء السودان ضابطاً إدارياً اعتقد أنه بدأ نائب مأمور ولما انتهت المركزية المأمور والمفتش - صار ضابطًا إداريًا بارعًا وقد كتب ملامح من الحكم المحلي والإداري وتجاربه في أنحاء السودان جمع فيه تجربته العامرة بالوفاء والصدق، وكان آخر عهده مديراً للمديرية الشمالية وعاصمتها الدامر وهو يعد أول من كتب تجربته في الحكم المحلي ثم بعده كان الإداري الحاذق المتفق عبد الله علي جاد الله الذي كتب كتابات عن الحكم المحلي والإدارة الأهلية.. وقد كان كاتبًا خبيرًا وعالمًا بالأوضاع: وكتاب السيد شرفي في عنوانه الإداري في السودان.. ولكن مين يقرأ ومين يسمع. امتداداً لذلك السيد إبراهيم عبد الحليم الضابط الإداري الذي عايش تلك الأيام في عهده مع دهاقنة الحكم المحلي. وقد كان ضابطاً إدارياً بالمديرية الشمالية وعمل فترة مع السيد/ حسين شرفي يعانق تلك التجارب.. ثم عمل فيما مضى ضابطاً إدارياً في منطقة حلايب المتاخمة للحدود المصرية وعمل في كسلا حينما كانت منطقة سيدون تابعة لكسلا واعاد إليها محافظة الدامر بعد أن ضمت إلى الدامر وعاصر السيد إبراهيم كضابط أغلب الحكومات العسكرية والوطنية وله ذكريات طريفة في عهد حكومة الرئيس نميري وإبراهيم عبد الحليم من الذين يعملون في صمت ورزانة وهدوء ظل طابعه حينما كان إدارياً وكأني به الآن يردد شعر الصحابي حسان بن ثابت لله در عصابة نادمتهم يوماً.. بجلق في الزمان الأول وهكذا ربما الاستاذ إبراهيم عبد الحليم آخر أولئك الإداريين الذين غادروا مقعد الإدارة في الحكم المحلي.. وتركوا سطوراً في كتاب تاريخ الحكم وقد أدى دوره كاملاً في مسيرة الحكم المحلي والآن أين ذلك الضابط صاحب الخصال السامية.. وأقول بصراحة إن الضابط الإداري الآن لا حول له ولا قوة بل صار مقرراً وكاتباً للسيد المعتمد سادتي: والآن أين السيد إبراهيم عبد الحليم هل جلس في منزله يجتر الذكريات كلا إنه في مكان خير وبركة وخير أسعده الله أن يكون مديراً إدارياً نافذاً لمؤسسة الزبير الخيرية التي أسعدت اليتامى والضعفاء وكفلتهم عملاً بقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وكافل اليتيم كهاتين ورفع اصبعيه.. أسعدت اليتامى والفقراء بقيامها وقد ارتفعت مؤسسة الزبير إلى العلا، ومنابع الخير، وقد كانت خيرًا وبركة ودعماً لليتامى والفقراء بل ارتفعت إلى مصاف العالم الإسلامي والعربي، ويديرها السيد/ إبراهيم عبد الحليم مع كوكبة مختارة، ويرأس مجلس إدارتها السيد/ عز الدين السيد متعه الله بالعافية.. وللسيد إبراهيم عبد الحليم في قلوب الناس مكاناً.. وهل يريد إبراهيم بعد القلوب مكاناً؟ والكل من اليتامي والفقراء يدعون له وللشهيد الزبير بالخير والبركات.. نقف هنا وقفة تقدير وإجلال لمؤسسة الزبير الخيرية ودعاتها وحداتها وفي مقدمتهم إبراهيم عبد الحليم المولود أصلاً بالقولد بالشمالية، وإذا كنا قديماً في عهد الدراسة التقينا في القولد التقيت بالصديق أنعم به من فاضل صديق. وكما قيل كم أكلت معه الكابيدا وكم سمعت اوروا والوده.. وإن كنا زمان التقينا بالصديق في القولد وأكلنا معه الكابيدة: اليوم نلتقي بإبراهيم والزبير ويأكل معه اليتامى والضعفاء الكابيدة ولله من حسن الطالع أن يكون إبراهيم من مواليد القولد وأن يكون المرحوم الزبير من مواليد القولد وكلاهما زملاء دراسة في مدرسة القولد الاولية، وبعد التعليم ذهب الزبير عسكرياً وجندياً للدفاع عن الوطن وذهب إبراهيم عبد الحليم يخطط بفكره وقلمه لمسيرة الحكم في البلد وكلٌّ منهم سار في خطة المكتوب.. وبعد قيام ثورة الإنقاذ كان المرحوم الزبير أحد شهدائها وكان نائباً للرئيس عمر البشير: وهكذا يأتي إبراهيم عبد الحليم مديراً إدارياً لمؤسسة الزبير وفي نهاية هذه الذكريات نطلب في الحاح من السيد إبراهيم أن يسجل لنا ذكرياته في الحكم والإدارة وأن يسجل لنا ذكرياته في مؤسسة الزبير الخيرية في كتاب شامل للتاريخ مثل مافعل أستاذه في الإدارة السيد حسين شرفي في كتابه ومثل ما فعل الإداري المثقف عبدالله علي جاد الله في كتابه عن الحكم والإدارة الأهلية.