الإجراءات الاقتصادية الأخيرة جعلت ألسنة لهب الأسعار تلتهم جيوب المواطنين في الأسواق بولاية سنار وازداد ضعاف النفوس من التجار جشعاً وطمعاً وبات الكثيرون منهم يضعون الأسعار التي تناسبهم دون رحمة ولا شفاعة بالمواطن المغلوب على أمره مستغلين في ذلك بُعدهم عن أعين الرقابة وبساطة وجهل وحاجة المواطنين ومبررين الزيادة برفع الدعم عن المحروقات التي أرهقت وأعيت المواطن وأصابته بحمى الجيوب بعد أن ارتفعت تكاليف قفة الملاح... وبالرغم من أن وزارة المالية بالولاية وضعت جملة من التدابير وعملت على صياغة حزمة من الإجراءات والبرامج وفتح مراكز البيع المخفض للسكر لكثرة الحاجة إليه في رمضان لتجاوز الآثار السالبة وحماية الفئات ذات الدخل المحدود وتحسيناً لمستوى المعيشة إلا أن السوق لا يزال جمرًا أحمر مقارنة بدخل المواطن. ومن خلال جولة ل«الإنتباهة» على سوق سنجة وجدت أن كيلة العدس ب 64 جنيهاً وتتباين أسعار البلح حيث يبلغ سعر الكيلة منه 80ج و100ج لنوع آخر و140ج لآخر ويعزو التجار هذا التباين لجودة ونوعية التمر و2ج لربطة الفجل ومثلها لربطة الجرجير و10ج لربطة الجزر و60ج جوال الأسود و30ج قفة البامية وما بين 280 300ج كرتونة الطماطم و170ج لجوال الشطة الخضراء و240ج لجوال الليمون و80ج لجوال البصل الأبيض و13ج لدستة البرتكان و5ج لكيلو السكر وفي هذا رحمة ! و40ج لكيلو الضان و40ج لكيلو العجالي وكان قد وصل كيلو الضان في الأيام الفائتة 50ج و60ج وكيلو الشرموط 60ج. وقال جزارون ل«الإنتباهة» إن جزارين بعينهم يستغلون تفردهم باللحوم بعد نفادها من زملائهم في الجزارة وأصبحوا يضعون الأسعار التي تناسبهم دون مسؤولية ولا ضمير... وحينما بلغ السيل الزبى وتجرع المواطن سم الأسعار اكتشف المسؤولون جشع التجار واستشعروا خطر الأسعار فنزلوا إلى الميدان وحذروا من انفلات الأسعار لتستقر أسعار اللحوم على 40ج لكل من كيلو الضأن وكيلو الشرموط و32ج لكيلو العجالي «بعضم». وأفاد آخرون بالجزارة أن مسؤولاً من الأمن الاقتصادي زار الجزارة واعتلى عربته وخاطب الجزارين داعياً إلى عدم زيادة الأسعار. وعلمت «الإنتباهة» أن والي سنار المهندس أحمد عباس تفقد السوق للوقوف على لهيب الأسعار والشكل العام للسوق وهذا يعد شعوراً طيباً أن يتحسس المسؤولون قضايا المواطن ضبطًا لفوضى الأسعار بالريف البعيد عن أعين الرقابة حيث بلغ سعر رطل السكر في بعض القرى 3ج ورطل الزيت 7ج وموس الحلاقة 30 قرشاً وكان قد وصل الخبز إلى 3 رغيفات بجنيه في منطقة سيرو بمحلية أبوحجار وبالرغم من أنها عادت إلى «4 رغيفات» إلا أن حجم الخبز وعلى حد قول مختصين صغير وغير مطابق للمواصفات. إذاً ولضبط السوق وعدم التلاعب بالأسعار لا بد من وضع قوانين رادعة للمخالفين للأسعار ولا بد من تفعيل الموجودة لوضع حد للمتجاوزين. فيما انتقد بعض مواطني الولاية تصرف والي سنار المهندس احمد عباس في ملجة سنجة وقالوا انه خلال جولته وجد شكل السوق غير مقبول من حيث الأوساخ وعدم المصارف والكوش وافتراش الخضار على الأرض فقذف أحد باعة «الجرجير» بربطة من جرجيره المفروش على الأرض احتجاجاً منه على عدم نظافته، وفورًا ذلك نزع مفتاح عربة ضابط تنفيذي محلية سنجة. وقال بعض المراقبين ان كان تصرف عباس مع بائع الجرجير عن قصد أو غير قصد رفضه المجتمع خاصةً أن الحدث في أيام الرحمة من شهر رمضان المعظم الذي تسمو فيه الأخلاق، وقال المراقبون كنا نرجو ان تكون المعالجة عبر آليات الرقابة المعروفة والمتاحة لدى حكومة الولاية ومحاسبتها عبر هذه الآليات حسب القوانين. وقال بعضهم كنا نرجو ان يكون التعامل بحكمة مع المواطنين كسباً لودهم واحترامهم وحفاظاً على هيبة السلطة! وواجب عليهم التسامح والاعتذار والإحسان إلى من هم أولياء عليهم فالإحسان صفة حميدة حث عليها ديننا الحنيف حيث يقول المولى عز وجل «إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم أنهم كانوا قبل ذلك محسنين» والإحسان صفة توجب الحب وتأسر القلوب. والملاحظ لملجة سنجة يجدها وبالرغم من جمال مبانيها إلا أنها تفتقر لمعاني النظافة وعدم جاذبية المشتري لما عليها من كوش وأوساخ على جنباتها وفرش كثير من الباعة خضارهم على الأرض.. أي صحة في سنجة والبعوض يملأ الأحياء ومياه الخريف راكدة في كثير من الجوانب أي صحة والفضلات والأوساخ والخلاصات الآدمية بالقرب من مطاعم السمك على شاطئ الأزرق الدفاق وبجوارها الباعة يفترشون الأسماك والطعمية أرضاً... أين وزارة الصحة؟ أين المحلية؟ فهل يعلمون ذلك ويجهلون أم لا يعلمون وفي كلتا الحالتين مصيبة.. عمومًا نرجو من أي مسؤول في موقعه وبناءً على أخلاق الدين أن يكون رحيماً عطوفاً على الضعفاء والمساكين بلسماً يداوي جراح وآلام الآخرين ولا بد من تشديد الرقابة على السلع حمايةً للمواطنين من جشع التجار ولا بد من صحوة صحية من أجل أن ترتقي مدن الولاية وحاضرتها صحياً.