إن الوقف يمثل علامة فارقة في مسيرة الحضارة الإسلامية وهو الشعيرة التي أثبتت دورها ومكانتها في مجالات مختلفة مثل التعليم والصحة والثقافة والعمل الاجتماعي والرياضي، وما زالت المساجد والخلاوي والمدارس والمعاهد والمستشفيات والآبار تقف شاهداً على عظمة الوقف والواقفين الذين ادخروا لآخرتهم بما سيجزيهم الله الجزاء الأوفى. وفق هذه المعاني نظمت جامعة الجزيرة ندوة بعنوان: (إرساء مفهوم ثقافة الوقف) بقاعة الشهداء بالمدينة الجامعية بالنشيشيبة بحضور الأستاذ/ عبد الرحيم فضل الله مدير عام ديوان الأوقاف بالولاية وعمداء الكليات والمهتمين بالأوقاف والتي تحدث فيها د. عبد الله علي عبد الله النيادي من دولة الإمارات العربية المتحدة متناولاً أهمية إحياء سنة الوقف، وقال إن الوقف يمثل قطاعًا اقتصاديًا مهمًا في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية. وأشار إلى ضعف التناول الإعلامي لدور الأوقاف وأهمية إيجاد تواصل حقيقي بين القطاع العام والخاص لتطوير الأعيان الوقفية، وأضاف: أن الأوقاف في العديد من الدول الإسلامية لم تخرج من إطارها التقليدي، مشيداً بحكومة السودان من خلال اهتمامها على مستوى رأس الدولة برعاية حملة إحياء سنة الوقف. الأستاذ/ عبد الرحمن سليمان مستشار حملة إحياء سنة الوقف بالسودان قال: إن هذه الشعيرة عرفها السودان منذ تاريخ بعيد، حيث ظل الخيّرون يدعمون طلاب العلم ويشيِّدون المساجد والخلاوي ويوقفون الأراضي الزراعية لخدمة بيوت الله وطلاب العلم.. وأكد أهمية قيام بنك الأوقاف لإنشاء وتأهيل العقارات الوقفية وإعمار الأوقاف وفق صيغ ائتمانية تراعي الجوانب الشرعية خاصة أن الأوقاف لا ترهن ولا تورث ولا تباع. الأستاذ/ عبد الرحيم فضل الله أمين الأوقاف بالولاية أشاد بجامعة الجزيرة من خلال هذه المبادرة للاستفادة من الأوقاف في إيجاد التمويل للبحث العلمي والمساهمة في رعاية الطالب الجامعي متناولاً دور الخيرين في ولاية الجزيرة في دعم طلاب العلم التي تمثل جامعة الجزيرة إحدى المنارات التي قامت بعد أن أوقف الخيرون من أبناء مدينة ود مدني أراضيهم لقيام هذه المؤسسة. فيما تناول د. محمد بابكر مدير معهد إسلام المعرفة إمكانية الاستفادة من الصيغ الوقفية في مجالات البحث العلمي بقيام الصندوق الوقفي للبحث العلمي، مشيراً إلى دور المعهد في مجال تأصيل العلوم ورعاية الباحثين في هذا المجال. البروفيسور/ محمد عمر وراق مدير جامعة الجزيرة أوضح أهمية الاستفادة من الأوقاف في تمويل مشروعات الجامعة إلى جانب رعاية طلاب العلم من خلال الارتقاء بالبيئة الجامعية والاستفادة من تجربة دولة الإمارات في مجال إحياء سنة الوقف، مشيراً إلى أهمية الشراكة بين الجامعة وديوان الأوقاف لقيام مركز دراسات وأبحاث الوقف هذه الشعيرة الحاضرة في أذهان الشعب السوداني من خلال وضعها في إطار مؤسسي بما يخدم مواطني الولاية.