إن الأجواء الخريفية الملبدة بالغيوم يحن إليها الناس فهي تدخل في النفس السرور والشعور بالراحة وتزيد من نشاط الإنسان طول اليوم وهو نعمة من نعم الله علينا وآية للتدبر في صنع الخالق جل وعلا. في ولايات السودان التي تقع في السافنا الغنية تزداد الطبيعة ألقاً وجمالاً وتلبس ثوباً جميلاً يسر الناظرين وتُذهب الهم والغم والنكد بسبب سحر الطبيعة. إلا أن الخريف في العاصمة له لون وطعم مختلفان ما إن أثارت الرياح سحبًا إلا وأصيب سكان العاصمة بالهم والغم لا سيما أولئك الذين يقطنون في اطراف العاصمة وبيوتهم من الطين وسقفها من المواد المحلية لأن الأمطار قد تغمر منازلهم وتساويها بالأرض بسبب سوء التصريف الذي يلازم الناس في كل عام. قبل مجيء الخريف تعمل السلطات المحلية في العاصمة على تنظيف مجاري المياه حتى تنساب مياه الأمطار بصورة طبيعية ولكن انعدام ثقافة المواطن في التعامل مع هذه المجاري بالصورة المطلوبة يحول دون ذلك.. إن كثيرًا من المواطنين يقومون برمي الأوساخ في المجاري قبل مجيء الخريف وإغلاقها.. ما إن تهطل الأمطار حتى تبدأ المعاناة من أول وهلة بسبب انسداد المجاري. وتنساب مياه الأمطار إلى خارج المجرى وتسبب مستنقعات وبركًا راكدة وسط الأحياء والأماكن المنحدرة. هذه الصورة لا يخلو منها حي من أحياء العاصمة، حتى الراقية منها بمبانيها. تخلف هذه المياه الراكدة في الأحياء روائح نتنة وتوالد للحشرات والبعوض وتبعث بصورة قبيحة داخل العاصمة، مما يؤكد أن ثقافة المواطن الصحية ومحافظته على البيئة معدومة. وأن المجاري المعدّة لتصريف المياه، تفتقر لمعايير الجودة الهندسية إضافة لسوء الاستخدام من قبل المواطنين مما يجعل المعاناة متكررة في كل موسم خريف. لذا اقترح على السيد/ والي الخرطوم الآتي: 1/ أن تكون نظافة المجاري بإشراف اللجنة الشعبية في الحي. 2/ معاقبة الذين يرمون الأوساخ في المجاري بغرامة مالية أو نظافة المجاري. 3/ الوقوف على المحليات بعد هطول الأمطار لمتابعة المجاري ومحاسبة الجهات المقصرة في نظافتها. 4/ مكافأة الأحياء التي تقوم بردم المستنقعات والمساهمة في تصريف المياه، وهذا يخلق ثقافة التعاون بين السلطات والمواطنين لإصحاح البيئة التي نستمتع برؤيتها جميلة وخالية من الأوساخ.