عبر عمودك اليومي بصحيفة «الإنتباهة» أود أن يصل هذا الرجاء لأمين عام جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج .. في سهرة سبارك سيتي التي قدمتها قناة النيل الأزرق عن منظمة دكتور كمال أبو سن الخيرية، تألمت كثيراً وأنا أشاهد الشاب أبا جندل ودموعه تناسب على خديه وهو يلقي قصيدة في مدح الطبيب الانسان دكتور كمال أبو سن الذي أجرى له عملية نقل كُلى .. وتفاعلت مع المناشدة الطيبة التي أطلقها دكتور أبو سن موجهاً حديثه لجميع السودانيين بدول المهجر بأنه لا مانع لديه من استخدام اسم منظمته الخيرية لفتح جمعية أو منظمة لجمع تبرعات، وحبذا لو كانت عينية لصالح مرضى الكُلى بالسودان. وحيث أن هذه الدعوة وقعت في نفسي موقعاً مؤثراً وجددت أحزاناً أجاهد في نسيانها، إذ فقدت والدتي وخالتي في عام واحد متأثرتين بمرض الكُلى.. فقد تحمست لها وتناسيت أحزاني وبدأت أرتب أفكاري لتلبية دعوة دكتور أبو سن، وسرحت بعيداً مع معاناة مرضى الكُلى بالسودان، ولي تجربة قاسية مع انعدام الأدوية والمحاليل وانقطاع الكهرباء والمياه وخلافه.. وقطعت حبل أفكاري مذيعة الحفل وهي تطلب من دكتور كرار التهامي أمين عام جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج وهو أحد نجوم الحفل، أن يتبنى الجهاز مناشدة دكتور كمال أبو سن، وأن يتم تفعيلها وانزالها للمغتربين بواسطة الجهاز.. وبالرغم من سماعي لمناشدة دكتور أبو سن، وبالرغم من تفاعلي وانفعالي معها، وبالرغم من أنني اكتويت بنار هذا المرض وفقدت بسببه والدتي، إلا أنني أناشد دكتور كرار التهامي أن ينأى الجهاز بنفسه عن هذا المناشدة، لأن تبنيه لها بمثابة وأد لها وإفشالها قبل أن ترى النور.. لأن الثقة انعدمت بين المغترب والجهاز، واتسعت الهوة أكثر وأكثر بعد أن اعتلى قمة هرمه اثنان من المغتربين تفرغا للمؤتمرات والمقابلات والحفلات الفنية والرياضية والتوصيات والمقترحات والاقتراحات، وانسلخا من جسم الاغتراب وعذاباته.. وخلاصة القول أن دعوة دكتور أبو سن للمغتربين مؤثرة جداً وستجد تجاوباً منقطع النظير إذا لم تأتِ عبر جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج، ويكفي أننا كنا حوالى عشرة أشخاص ونحن نشاهد هذه الحلقة، واتفقت آراؤنا جميعاً بأننا لن نستجيب لهذه الدعوة لو جاءت عبر جهاز المغتربين لعدم ثقتنا به. وختاماً أكرر مناشدتي لدكتور كرار ألا يجهض هذا العمل الإنساني العظيم، ويمكنه المساهمة من الجهاز مباشرة، ولن تعييه الحيلة في ذلك. حبيب زين العابدين