طوت حكومة الخرطوم صفحة أحزانها بُعيد فقدها لثلاثة من قياداتها في حادثة تحطم طائرة الانتنوف بمدينة تلودي بجنوب كردفان صبيحة عيد الفطر المبارك وهم: معتمد شؤون الرئاسة ونائب رئيس المؤتمر الوطني وأمين الاتصال التنظيمي محمد الحسن الجعفري، ومعتمد بحري طارق المبارك، ووزير التربية والتعليم علي الجيلاني. وقد سارع الحزب لملء الفراغ الذي أحدثه غياب الثلاثي، ولعل الاقتداء في ذلك أن الإنقاذ لا تلتفت إلى الوراء وظلت تقدِّم قياداتها فداءً للدين والوطن من أجل أن تظل شعلة المشروع الإسلامي متقدة كما قالت وزيرة التوجيه والأوقاف بحكومة الخرطوم مشاعر الدولب في حديث سابق ل «الإنتباهة». وطني الخرطوم اجتمع بالأمس وسمى اللواء عبد الكريم عبد الله معتمدًا لشؤون الرئاسة ونائباً لرئيس المؤتمر الوطني وتم فصل أمانة الاتصال التنظيمي التي كانت من ضمن مهام سلفه بل وتم إرجاء تسمية المسؤول عنها ربما إلى حين وصول نائب رئيس الحزب د. مندور المهدي الذي يتوقع وصوله اليوم قادماً من رحلة استشفاء أمضاها بلندن. تعيين عبدالكريم وهو المدير الأسبق لوحدة تنفيذ المطار الجديد ومدير سابق للأمن الخارجي تأكيد إحكام المؤسسة الأمنية على حكومة العاصمة حيث تضم بعض الشخصيات الأمنية مثل وزير الزراعة أزهري خلف الله، الذي عمل بجانب مساعد الرئيس د. نافع علي نافع عندما كان الأخير مديرًا لجهاز الأمن في النصف الأول من التسعينيات، وهناك وزير التخطيط والبنى التحتية المهندس الرشيد عثمان فقيري كان فريقاً بجهاز الأمن ونائباً للمدير الحالي المهندس محمد عطا ومعتمد الخرطوم اللواء أمن عمر أحمد نمر الذي كان مديرًا لجهاز الأمن بولاية النيل الأزرق بجانب معتمد أم درمان الفريق شرطة أحمد التهامي. اللواء عبد الكريم شغل أيضاً منصب وزير الدولة بوزارة الطيران وهو موجود بالحزب على مستوى ولاية الخرطوم ولكنه غير ظاهر على المسرح السياسي، وللمفارقة أنه يشغل منصب رئيس القطاع السياسي ولكن منصبه كنائب لرئيس الوطني غير واضح المهام ما يتطلب أن يتم تحديد ملفات له خاصة في ظل وجود الرجل القوي بالولاية والذي ينافس الخضر نفسه د. مندور المهدي. اللافت أن عبد الرحمن الخضر ليس بالشخصية الأمنية بل حتى أنه لم يعمل في أجهزة التنظيم ذات الطبيعة المعلوماتية ولكن ظل يستصحب معه عددًا كبيرًا من الشخصيات الاستخباراتية وذات التخصص المعلوماتي والتي تقع الوزيرة مشاعر الدولب في ذات دائرتها!!. كما أن هناك عدداً من المعتمدين الشباب وهم مجاهدون ويتمتعون بحس أمني عالٍ مثل معتمد كرري د. الناجي محمد علي ومعتمد أم بدة عبد اللطيف فضيلي. المفاجأة كانت في تعيين د. معتصم عبد الرحيم وزيرًا للتربية وتكمن المفاجأة في ذلك بعودته لدائرة الضوء مرة أخرى وربما الوزارة مناسبة معه سيما وأنه كان وكيلاً لوزارة التربية والتعليم الاتحادية لفترة طويلة، وهو ملم بخفايا وأسرار التعليم كما أنه رئيس اتحاد المعلمين، ومعتصم كان أميناً لوطني الخرطوم قبل المفاصلة وعمل والياً بالشمالية. أما معتمد بحري الجديد المهندس الزراعي محمد حسين عبد الرحمن الشهير بمحمد العمدة فهو خريج جامعة الخرطوم 1978 مرتبة الشرف الأولى من جامعة الخرطوم كلية الزراعة، عمل معيدًا بها، وابتعث لأمريكا جامعة كنساس ولكنه لم يذهب لظروف أسرية، وكان عضوًا بمفوضية حقوق غير المسلمين، وقد تم ترشيحه في دائرة الطائفبالخرطوم للمجلس الوطني حيث يسكن الرياض وتم استبداله لاحقاً بعبد الله ميرغني ويعمل حالياً في القطاع الخاص ويبدو أنه بعيد عن الحزب.