خلاف ليس بجديد بدأ يبرز داخل حزب الأمة بين القيادي بالتيار العام بحزب الأمة القومي ونائب رئيس الحزب السابق الدكتور آدم موسى مادبو، وبين القيادة العليا فى الحزب ممثلة فى الصادق المهدي، جعل الأخير يصدر قراراً قضى بفصل الأول من الحزب، لتبدأ سلسلة جديدة من التصعيد لإحياء خلاف قديم لا تبدو أي ملامح فى الأفق لحله. فالخلاف بين الدكتور مادبو، وزعيم الحزب الصادق المهدي خلاف قديم متجدد، وذلك بحسب القيادي فى حزب الأمة الفيدرالي صديق مساعد، الذى قال خلال حديثه ل «الإنتباهة» إن مادبو الكبير كان قد انشق على طاعة المهدية. فهم ليسوا أنصاراً، وإنما من الطريقة التيجانية. وهذا الصراع انتقل بكل رواسبه لهذه الخلافات التى تجاوزت الأسر، وبات أشبه بالصراع الأسري من الصراع الحزبي. و لمادبو آراء جريئة ربما تكون قد اثرّت على العلاقة بينه وبين المهدى، وكان آخرها حول إمامة الأنصار، ثم جزم بعدم أحقية الصادق المهدي بترشحه لرئاسة حزب الأمة الذي قاده طيلة الأربعة وأربعين عاماً الماضية، عقب تعديل دستور الحزب، وطالب أن يتولى قيادة الحزب شخص آخر يختاره المؤتمر العام، وعلى الرغم من أن هذه التصريحات وصفت من قبل مراقبين بأنها لا تخرج من كونها (تصريحات تصفية الحسابات والضغائن)، إلا أن الخلاف بين مادبو والمهدى قد قفز إلى أعلى مستواه بعد أن صدر أول أمس قرار الفصل من الحزب، الذى اعتبر أنه غير قانوني ويفتقر إلى المؤسسية، ربما يخلق مساجلات قد تصل إلى المحكمة الدستورية، وستصعد، خاصة وأن مادبو له قاعدة واعتبار فى الحزب، وكذلك مناصروه ويمكن أن تكون ذات تأثير و تهز مكانة الصادق المهدي، ولكن لن تؤثر أثراً كبيراً، وذلك ما يؤكده القيادي صديق مساعد الذى وصف الفصل بغير القانوني، ويفتقر إلى المؤسسية وسيخلق مساجلات قد تصل إلى المحكمة الدستورية . ويرى البعض أن فصل الدكتور مادبو كان متوقعاً وأن الأمر وكأنما خطة من المهدي يريد به أن يقطع رأس العقل المدبر لينتهي أي خلاف مع أسرة مادبو التى ظلت على خلاف مع القيادة فى الحزب. لكن ثمة مؤشرات أن ذلك الأمر أو المخطط لن ينجح لأن القيادي مادبو له أنصاره فى الحزب الذين أغلبهم من الطبقات البسيطة من البدو وسكان ريف. ومع ذلك فان (مادبو الابن)، والقيادي بالتيار العام المهندس مادبو آدم مادبو، أكد أن والده لم يتلق أي خطاب رسمي يفيد بفصله من الحزب. وأكد في حديثه ل«الإنتباهة» عصر أمس أن الدكتور آدم مادبو جمّد عضويته فى الحزب منذ أربعة أعوام، واتهم الصادق المهدي بنية السوء التي تجعله يفعل مايشاء، بما في ذلك فصل قيادات من المؤسسين للحزب، ووصف خطوة الأمة القومي بمثابة فرفرة المذبوح ليس إلا، وبمثابة مكايدات سياسية بين الأسرتين. وقال: هذا الفصل ليس سوى تخوف من أقوى المنافسين وهم آدم مادبو ومبارك الفاضل، وذلك لما لهما من آراء جريئة وثقة فى الحزب. وأشار إلى أن القرار خطوة انتحارية سيتحمل الحزب مسؤوليتها، ،وسخر مادبو من لجنة ضبط الأداء بالحزب. وقال معظم أعضائها من أقرباء الصادق المهدي . ويعتبرالدكتور آدم موسى مادبو أحد أوائل القادة المؤسسين للحزب، وهو أول دفعته بكلية الهندسة المدنية جامعة الخرطوم، وأول وزير دفاع مدني فى حكومة المحجوب فى الستينيات، وتحديداً فى العام 67، وتقلد كذلك منصب وزير الطاقة والتعدين فى الفترة من 86 1988م. وإبان تلك الفترة قبل مجيء الإنقاذ خرج من الحكومة ورفض المشاركة بعد مشاركة الصادق المهدي فى الحكومة، وبعد انتفاضة أبريل شغل المسؤول السياسي لإقليم دارفور. وعمل أستاذاً في جامعة الخرطوم، وتم اعتقاله فى عهد نميري وفصله مع عدد من الأساتذة وذلك لموقفهم المتعاطف مع الطلاب. وسجن لمدة ستة أشهر، وبعدها أسس عملاً خاصاً ضخماً في المجال الهندسي، وعمل مستشاراً للخطوط الجوية السودانية. ومنذ تجميده لنشاطه بالحزب، أسس ما عرف بالتيار العام.