{ النقل: لا يزال الحوار متصلاً مع الإخوة في نقابة النقل.. وقد استلمنا منهم رداً نشرناه كما هو وستُتاح الفرصة بإذن الله للتعقيب عليه ووضع الكثير من النقاط فوق الحروف.. ثم جلسنا معهم جلسة مطوّلة في مقر الفرعية في شارع السيد عبد الرحمن وقالوا ما عندهم .. وأسمعناهم ما عندنا.. ونلخِّص الأمر كما يلي.. 1/ الخلاف الأساس ظل حول عدد الحافلات العاملة فعلاً في ولاية الخرطوم.. هم يُصرون على «8.500» ثمانية آلاف وخمسمائة.. وأهل الصنعة من العمال ومُلاك الحافلات يصرُّون على ما هو أكثر من 40 ألف حافلة بتوزيعات محددة حسب الخطوط. والذي يستفتى في ذلك هو إدارة المرورة وإدارة البترول.. وقد اتفقنا على أن نقوم بالفحص الدقيق لهذه المسألة.. حتى نعرف الحقيقة.. ولدينا ملاحظات.. ولكن نُمسك عن ذكرها الآن إلى حين الوقوف على العدد الحقيقي للحافلات العاملة في الولاية.. 2/ ظل الخلاف أيضاً على قيمة التحصيل اليومي من الحافلات فبينما يؤكد الكثيرون أن التحصيل يتراوح ما بين «7» جنيهات و «10» جنيهات إلى «14» جنيهًا تبرّأ إداريو نقابة النقل من أية علاقة بالتحصيل اليومي ويقولون إن ذلك هو عمل الطرّاحين وإن نصيبهم هو ما يورده الطرّاح كل عشرة أيام بإيصالات إلى نقابة النقل وهي مبالغ زهيدة إذا قورنت بالتحصيل المدّعى. 3/ الخلاف الثالث حول فقه الجباية وهل يحق للنقابة أن تتحصل هذه الرسوم أم لا؟! وهل يتم التراضي بين الجابي والمكلَّف؟! ولا يزال السؤال دائراً حول مسؤولية الجهات الرسمية عن هذه الجبايات وتأصيلها شرعاً وقانوناً. 4/ الأسئلة الأخرى حول صرف هذه المبالغ المتحصَّلة وتوظيفها لصالح العامل والدعم الاجتماعي وتحسين بيئة العمل للسواقين وغيرهم.. هذه أمور تركناها لما بعد تمحيص البند الأول والثاني.. { الزراعة: وقبل الحديث عن الزراعة يجدر الحديث عن الأستاذ محمد أحمد عجيب الذي أتحف هذا الباب بالكثير من الإبداعات والإشراقات بعضها جاء دون ذكر المصدر وذلك بطلب الأخ الأستاذ عجيب نفسه فهو ليس من صائدي الصيت ولا السمعة.. والبعض مثل موضوع سكر النيل الأبيض وموضوع النهضة الزراعية حمل اسمه وتوقيعه. ومحمد أحمد عجيب يكتب ليمتع.. ويكتب ليفيد.. ويكتب لينبِّه.. وديدنه في ذلك «ما قلَّ ودلَّ» بلا إطالة ولا إسفاف. وحديثه عن سكر النيل الأبيض حديث توثيقي.. وثّق فيه لأدوار كثير من القامات في العهود السابقة.. وهو بالفعل إضاءة لمن شاء أن يلم بالذي يجري في مجال صناعة السكر، وعجيب نفسه من أبناء النيل الأبيض.. في حديثه عن النهضة الزراعية وضّح أنه مزارع وابن ستين مزارع.. وخبير زراعي وابن ستين خبير زراعي «على وزن ابن فتلة» والإمتاع دائماً حاضر في كتابات عجيب.. والإمتاع هنا جاء بمجرد ذكر المرحوم الشيخ محمد عثمان صالح من أسرة عثمان صالح المشهورة في دنيا التجارة والعمل الاجتماعي والدعوي.. وليست بعيدة كل البُعد عن السياسة فقد تسنّى للمرحوم محمد عثمان صالح أن يكون رئيساً للجمعية التأسيسية في فترة ما بعد الحكم العسكري وكانت رئاسته بحكم السن.. والإمتاع جاء أيضاً من ذكر الشيخ المرحوم محمد عثمان صالح بسبب السنوات المزهرة والمثمرة التي قضيناها سويًا في نيجيريا.. في لاغوس العاصمة السياسية آنذاك وقبل نقلها إلى أبوجا في زمن شيخو شقاري.. وكان في المعية المرحوم توفيق صالح عثمان صالح والأخ محمد صالح أطال الله عمره والأخ محمد صالح عثمان صالح.. وكانت أيامًا لا تُنسى.. نشكر الأخ عجيب ونرجوه ألا ينقطع.. وجزاه الله خيراً.. ومائدة عجيب مبسوطة للقراء للمتعة والإفادة ووالله يا عجيب إنك لعجيب. { الدعوة.. أخيراً وليس آخراً.. شهدنا قبل أيام تخريج «575» داعية وداعية منا ومنهنّ من أبناء وبنات النيل الأزرق وجنوب كردفان والحدث كان حدثاً.. ذلك لأنه ليس كل حدث حدثًا والأحداث قليل.. على وزن الرجال قليل.. ومن القليل كمال رزق والحدث كان مشهوداً.. وكان معجبًا.. وكان عجيباً وتبدَّى فيه العزم والإصرار ووضوح الرؤية وحسن الاختيار.. وبرنامج معهد تدريب الدعاة صُمِّم لمقابلة احتياجات المجتمع المسلم المتنوعة.. بخصوص.. وبعموم.. في البناء الداخلي.. وفي الدفع.. وفي الطلب.. والنيل الأزرق وجنوب كردفان الآن هما أكثر ولايتين في حاجة إلى مثل هذه الطاقات الدعوية، ونقول للأخ عبد الحميد عبد الماجد الذي تساءل بعض التساؤلات حول النفع من التصريح بالهدف من تخريج هذه القيادات لمواجهة المد التنصيري هناك.. نقول له يا أخي الأمر أصبح مواجهة علنية ونحن نواجههم من داخل بيوتنا.. فلماذا نداري ولا يدارون؟! بل إن الإعلان أحياناً جزء من سلاح المواجهة.. ولكل مقام مقال ولكل حالة لبوسها.. والأخ المجاهد كمال رزق ظل هذا دأبه منذ سنوات طوال.. وحينما حل أفرخت الدعوة.. واتجهت إليه أنظار الدعاة.. وأخشى أن الكلام إن طال يفسد المعنى من هذا الحدث العظيم..