تعتبر الولاية الشمالية من الولايات التي تتميز بطقس قاسٍ في كل فصول السنة وطبيعة مناخها هو «حار جدًا صيفًا وبارد جدًا شتاءً»، وهذا يعني أن بالولاية الشمالية موسمان فقط هما موسما «رحلة الشتاء والصيف» أما فصلا الربيع والخريف فهذان الموسمان لا يعرفهما سكان هذه الولاية وإن كان فصل الربيع هو من أفضل فصول السنة ويتمناه كل إنسان لكنه لم يحدث أن مرً بالشمالية مثل هذا الموسم بينما فصل الخريف يعتبر من الفصول المرفوضة تمامًا لسكان الولاية الشمالية نظرًا لأنه يتعارض مع موسم إنتاج النخيل، وبما أن موسم رمضان الذي انقضى قبل عده أيام والذي صادف هذا العام ارتفاعًا رهيبًا في درجات الحرارة فإن معظم سكان الولاية خاصة أصحاب الأعمال الحرة الذين يتركز غالبيتهم في أسواق المدن فهؤلاء وجدوا ضالتهم في مكيفات المساجد، هذه المساجد التي تمتلئ بالمصلين ومن ثم تصبح أماكن للاستجمام والراحة وقضاء معظم أوقات اليوم مع الارتفاع المتواصل لدرجات الحرارة التي وصلت في بعض الأحيان إلى «47» درجة، وهذه الخدمة أي خدمة مكيفات المساجد تمتع بها سكان المحليات التي انتظمت فيها خدمة الكهرباء بينما يعاني سكان محليتي دلقو وحلفا من عدم وصول الكهرباء العامة وبذلك تكون المعاناة الكبيرة في شهر الصيام، أما فصل الشتاء فيتميز في هذه الولاية بالانخفاض الكبير في درجات الحرارة لدرجة أن تنخفض الحرارة لتصل إلى أدنى درجه «5» درجات مئوية وفي بعض الأحيان تؤدي إلى حالة وفاة بالنسبة لكبار السن ودائمًا ما نجد أهلنا في مثل هذه الأوقات يقولون «ضاروا الناس الكبار» أي أحسنوا تغطيتهم جيدًا وهيِّئوا لهم الأماكن الدافئة كما تحدث حالات نفوق لبعض الحيوانات حديثة الولادة بسبب برودة الطقس، وإذا كان أهلنا في بورتسودان قد عانوا من الارتفاع المتواصل في درجة الحرارة مع انعدام الأوكسجين خلال شهر رمضان المعظم المنصرم، مما جعل مجمع الفقه الإسلامي يتدخل لصالح الكثير منهم فإن الفارق بينهم وبين سكان الشمالية هو أن مستوى الأوكسجين أفضل بالشمالية بكثير عنه في بورتوسودان.