معتصم هارون وزير مالية ولاية القضارف ذلكم الإنسان نظيف اليد عفيف اللسان، كان عند وعده وقدر كلمته حينما وعد بدعم ورعاية أسرة الصحافي الراحل الزميل مهدي سعيد مراسل هذه الصحيفة الغراء، الذي وافته المنية أواخر شهر فبراير من هذا العام، وترك خلفه أسرة ممتدة بلا عائل، وترك رحيله أيضاً فراغاً عريضاً في الساحة الصحفية بالولاية، بعد أن كان أحد أنظف الأقلام الصحفية التي لا تخشى في الحق لومة لائم، وكان دائماً يقيس أداءه وعمله بميزان العدل والحق خشية أن يظلم أو يتجنى على أحد، وبعد رحيله وعد عدد من كبار مسؤولي حكومة الولاية حينما كان على رأسها الوالي المستقيل كرم الله عباس الشيخ، برعاية أسرة الراحل الزميل مهدي سعيد، وعندها كان وزير مالية الولاية معتصم هارون قد غادر كرسي الوزارة لأسباب معلومة، ومضت الأيام والشهور ولم نسمع ولم نرَ ما يؤكد صدق حكومة الولاية تجاه تنفيذ وعدهم الذي قطعوه أمام مشهد من الناس في حفل تأبين الفقيد، ولكن جاءت البشرى تمشي على قدمين بعد أن عاد معتصم هارون الى ذات الكرسي معززاً مكرماً في آخر تشكيل لحكومة الوالي الحالي الضو الماحي، وما أن أحطناه علماً بتفاصيل تلك الوعود غير المنفذة حتى تصدى للمهمة، وطالب بكتابة مذكرة باسم اتحاد صحافيي القضارف يُحدد فيها ما يعين هذه الأسرة لمقابلة نوائب الدهر، وقد كانت الاستجابة كبيرة والتفاعل مدهشاً بالموافقة على كل المشروعات التي اقترحها الاتحاد لدعم أسرة المرحوم، بل ربط القول بالعمل ونفذت المذكرة بأسرع ما يمكن، وذلك تقديراً منه ووفاءً وعرفاناً لعطاء أخينا مهدي سعيد الذي فارق الحياة الدنيا وقلمه النزيه لم ينزلق يوما لخدمة أجندة خاصة، بل كان دائماً يصدع بالحق في سبيل رفعة هذه الولاية، وكرَّس كل جهده ووقته من أجل إعلاء شأن القضارف، وهذه الوقفة من السيد الوزير كانت متوقعة، ولسيت جديدة عليه. ونشهد بأنه أضفى على وزارة المالية لمسة واضحة في حسن إدارة المال العام، ووضع بصمة بائنة في ضبط وترشيد الإنفاق، وسد كل طرقات الفساد وإهدار الموارد، ويكفيه فخراً أن ولاية القضارف في عهده ولأول مرة في تاريخها يخلو سجلها من اختلاس المال العام بشهادة المراجع العام، ومن باب من لا يشكر الناس لا يشكر الله، أردنا أن نقول لوزير مالية القضارف معتصم شكراً نبيلاً، فقد وعدت وأوفيت، ونسأل الله أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وإن كان من شكر نقدمه أيضا للوالي الضو الماحي الذي خصص يوماً زار فيه أسرة الراحل، ولم يبخل عليها بشيء، ونأمل تنفيذ وعده الذي قطعه بتكملة إجراءات منزل الصحافيين الخاص بالراحل مهدي سعيد، فمازال المشوار طويلاً على هذه الأسرة المكلومة.