أكد وكيل وزارة الداخلية الليبية ونيس الشارف مقتل السفير الأمريكي بليبيا كريستوفر جون ستيفنز وثلاثة موظفين آخرين بالقنصلية الأمريكية في بنغازي وإصابة «19» آخرين من قوات الغرفة الأمنية المشتركة بعد تعرضها لهجوم مسلح في وقت متأخر مساء أمس الاول، احتجاجاً على الفيلم المسيئ للرسول عليه الصلاة والسلام، وقال رئيس اللجنة الأمنية العليا في بنغازي فوزي ونيس إن المستهدف كان مقر القنصلية وليس السفير نفسه الذي لم يكن أحد يعلم بوجوده داخل المبنى لحظة وقوع الهجوم، لكن معلومات أشارت إلى أن الحادث كان ذا صلتين، الأولى بالفيلم المسيئ للرسول والثانية مرتبطة بمقتل نائب رئيس تنظيم القاعدة أبو يحيى الليبي الذي قتلته طائرة بدون طيار في باكستان ولديه أقرباء بالتأكيد في ليبيا، خاصة أن اقرباءه قد تظاهروا عند سماعهم نبأ مقتله في باكستان في شهر يونيو الماضي أمام القنصلية الأمريكية في ليبيا، هذا بخلاف أن مجموعة تطلق على نفسها «كتائب مجموعة الأسير عمر عبد الرحمن» أعلنت مسؤوليتها عن التفجير الذي استهدف القنصلية الأمريكية في بنغازي، وأوضح مسؤول الجماعة لصحيفة «قورينا» الليبية الصادرة امس، أن الاعتراف جاء بحسب منشورات تركتها المجموعة في موقع الانفجار، وهددت فيها المصالح الأمريكية في ليبيا. ويقول نعمان بن عثمان المحلل في مؤسسة كويليوم البريطانية في تعليقه على الحادث، إنه كان أحد العناصر القيادية في الجماعة الليبية المقاتلة، وإن مصادر أمنية أطلعته على أن القصاصات التي تركها المهاجمون تهدد بشن المزيد من الهجمات ضد الولاياتالمتحدة، ورأى بن عثمان أن جماعات مؤيدة لتنظيم القاعدة قد تتخذ من مقتل الليبي، الذي أعلنت الولاياتالمتحدة استهدافه بغارة جوية في باكستان، ذريعة لتوسيع نطاق عملياتها. ويقول مراقبون إن تفجير القنصلية الأمريكية في بنغازي يحمل رسائل كثيرة، فهو من ناحية يؤكد أن ليبيا ليست مستقرة بما يكفي كي تستقبل الانتخابات المقررة خلال أيام، ومن ناحية أخرى يكشف عن تسرب قوي للمجموعات التفجيرية إلى ليبيا، وقال محللون إن التفجير يرسل إشارة بأن الوجود الغربي في ليبيا سيصبح مهدداً خاصة أن المجموعات المرتبطة بفلول القذافي لن تسكت على ما جرى بدعم غربي. وأضاف هؤلاء المحللون أن أمريكا قد تكون على رأس القوى المستهدفة باعتبارها القوة التي حسمت إطاحة بالقذافي. وفي هذا السياق اعترف القيادي العسكري السابق زعيم حزب ليبيا عبد الحكيم بلحاج، بأن ليبيا تشكو ضعفاً في مؤسستي الأمن والجيش، لكنه قال إن ما يجري لن يكون مؤثراً على المحطة السياسية القادمة، وإن انتخابات المؤتمر العام سيكون لها استقبال خاص وستجرى في أجواء آمنة ومستقرة. وبربط حادث بنغازي بما جرى بالسفارة الأمريكية بالقاهرة، عندما احتج العشرات احتجاجاً على بث فيلم أنتج بالولاياتالمتحدةالأمريكية، قال المحتجون أنه يسيء للنبي محمد، حيث قام المحتجون بانزال العلم الأمريكي من على مبنى السفارة الامريكية، ووضعوا بدلاً منه علماً كتب عليه «لا إله إلا الله محمد رسول الله» فإن الولاياتالمتحدة في ذكرى 11 سبتمبر تحاول مجدداً إثارة عواطف المسلمين بالضغط عليهم من خلال ذلك الفيلم، ومن جهة اخرى فإن الضغط الاسلامي على أمريكا يؤكد أن سياسة أوباما تجاه العالم الاسلامي فشلت منذ البداية، وأن على ميت رومني استحداث سياسية جديدة لأن أوباما لم يستطع القيام بدوره. ومن جانبه أعلن المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين بمصر محمود غزلان أن على الإدارة الأمريكية أن تعتذر للعالم الإسلامي عن الفيلم المسيئ للرسول، مضيفاً أن على الولاياتالمتحدة أن تحاكم بعض من سماهم المجانين الذي يسيئون إلى علاقات واشنطن مع الدول الإسلامية. وحتى أمس أعلن المتظاهرون عن نيتهم الدخول في اعتصام مفتوح إلى حين تنفيذ مطالبهم التي على رأسها إصدار موقف رسمي عن الإدارة الأمريكية من الفيلم الأمريكي المسيء للنبي محمد، ومحاسبة المسؤولين عن هذا العمل.