{ امتلأت صحافتنا الرياضية أمس بالتعليق على الدرس الكبير الذي قدمه النجم العربي العالمي محمد أبو تريكة، حين اعتذر لجماهير وإداريي نادي القرن الأهلي، وقبل العقوبة التي وقعت عليه بصدر رحب.. وكانت العقوبة لعدم مشاركته في مناسبة خيرية، قال إنه يتضامن مع شهداء النادي الذين راحوا ضحية أحداث بورسعيد المؤسفة. وكانت الصحافة عندنا تعلق على الحدث للمقارنة بين تصرف «أبو تريكة» وتصرفات أخرى صدرت من نجومنا تجاه عقوبات، أو حتى ظلم لحق بهم.. وقد يكون لصحافتنا بعض الحق، ولكن المقارنة أحياناً لم تخل من بعض الخبث. { أولاً: أؤكد أنه لا مقارنة إطلاقاً بين نجم الأهلي ومصر محمد أبو تريكة بأي لاعب آخر في الوطن العربي، لا سابقاً ولا حاضراً، والمستقبل في علم الغيب، وذلك لأسباب وعوامل عديدة جعلت هذا النجم فريد عصره.. من حيث انتظامه في التدريبات، وإطاعة مدربه وقبوله بالجلوس احتياطياً، ورفضه عروض وإغراءات الاحتراف الخارجي، وأخذه بيد زملائه، وتشجيع الناشئة. { كنت مرة في زيارة بعض الأصدقاء من الزملاء الإعلاميين في مصر الشقيقة، ومررنا بمنطقة اسمها المريوطية غرب القاهرة.. وأشاروا لأحد المساجد قائلين بأن النجم أبو تريكة هو الذي شيّده، وطلب ألا يذكر اسمه ولا ما قام به من أجل أن يحفظ الله له الأجر والثواب، فالإشهار يقلل الأجر. وسمعت بعد ذلك الكثير مما قام به لأهله في صعيد مصر.. وكفالته للأيتام وبعض الأسر الفقيرة، وفوق كل هذا، كان من نجوم الرياضة القلائل الذين جهروا بالرأي في السياسة، وأعلن أنه يساند كل من رفع شعاراً للإسلام والعدالة والحرية. { ليكن التناول للدرس الذي قدمه أبو تريكة من أجل الاصلاح والقدوة الحسنة، وليس من أجل تصفية حسابات ومحاولات التقليل من نجومنا، لأن المقارنة معدومة. وكذلك ليكن التناول لموضوع أبو تريكة من الجانب الإيجابي وهو الأسس واللوائح التي تحكم العلاقة بين اللاعب والنادي، لأنه حتى في مجال اعلان وإيقاع العقوبات لن تكون باباً للجدل والخلاف. فاللائحة واضحة والرضا بالقرارات واضح. وكل شئ واضح وما فاضح، كما يقول مثلنا السوداني. نقطة.. نقطة { تحملت قناة (النيلين) الرياضية الوليدة مسؤوليتها وبثت العديد من المباريات خلال الأيام الماضية في الممتاز والدوري التأهيلي.. وأسعدت الملايين داخل وخارج السودان.. وسألني بعض المتعاملين معنا في القناة عن السبب الذي لم تعلق فيه بعض صحافتنا الرياضية على هذه الخطوة، فقلت لهم لأنها في انتظار الأخطاء والسلبيات وعدم نقل مباراة.. أو أخطاء المعلقين والمخرجين والمصورين، فهذا هو السهل. أما كلمة الحق فإنها كبيرة إلا على من رحم ربي، والحمد لله أن من رحم ربي كثيرون وفيهم الخير والبركة. { التحكيم. التحكيم.. التحكيم سيظل الهم الأكبر لنا ولاتحاد الكرة وللجماهير.. وتابعت بعض الأخطاء الفادحة.. التي أدى بعضها لكي يخرج البعض عن السلوك الرياضي السليم.. وليس لهم العذر مهما تكن الأخطاء، ولكن فلندق ناقوس الخطر.. وللصبر حدود.. كما أن المباريات التنافسية صارت على قدر كبير من الحساسية. فالبطولة مغرية، ومراكز الوسط مضطربة، والهبوط كارثة، والأخطاء مستمرة والاختيار ضعيف.