جهود مكثفة تبذلها حكومة ولاية سنار لمجابهة خطر فيضان نهر الدندر الذي شكل تهديداً خطيراً للمواطنين لدماره للمنازل واجتياحه لمساحات شاسعة من الزراعة المطرية والبساتين مما يتسبب في تلف كثير من المحاصيل وتضرر المواطنين مما يتطلب استنفاراً رسمياً وشعبياً لتقليل المخاطر خاصة الصحية والاجتماعية بعد انقطاع طرق الدندر التكينة، وخور ود الحسن العزازة داموس شرقاً وعند خور العقليين غرب الدندر مما أعاق حركة وصول العمالة لمشروعات الزراعة الآلية المطرية حيث بلغ منسوب النهر حتى أمس 15.90 متر مكعب فاق منسوب «1946م» كأعلى منسوب للنهر ووصل وفد من الدفاع المدني ووزارتي الداخلية والموارد المائية لتقييم الموقف. «الإنتباهة» تفقدت نهر الدندر ووقفت على معاناة المواطنين المتأثرين بالفيضان وخطورة الطريق الشرقي الذي يربط القرى الشرقية للنهر بمدينة الدندر وظهرت المعاناة جلياً في حركة الطلاب والمواطنين خاصة المرضى والنساء الحوامل والأطفال الذين يترجلون على الطرقات... والي سنار بالإنابة وزير الصحة دكتور شرف الدين هجو قال إن زيارة وفد المركز والمسح الجوي للأضرار أعطى قراءة حقيقية للموقف مشيراً إلى اتخاذ قرار لترحيل القرى في مناطق فيضان النهر إلى مناطق آمنة وستساعد الولاية المواطنين في ذلك، وأكد سعي الولاية لتوفير تقاوي للمزارعين المتضررين لترجمة الضرر إلى خير عقب انحسار المياه لزيادة الإنتاج دعماً للصادر وأكد ل«الإنتباهة» استقرار الموقف الصحي وخلو المناطق المتأثرة بفيضانات النهر من حالات الوباء، وأضاف: نتحسب لأي طارئ مؤكداً توفير الأدوية والعقاقير والمبيدات اللازمة لمكافحة الأوبئة عن طريق رش المياه تحسباً للآثار التي تتركها المياه قبل انحسارها مشيراً إلى تعاون وزارة الصحة الاتحادية في هذا المجال، وكشف عن إرسال أتيام من الصحة للمناطق المنكوبة لمتابعة الموقف الصحي لحظة بلحظة والوصول إليها عبر النهر إذا تعذر الوصول إليها عبر الطرق متابعةً لصحة المواطنين مؤكداً تكثيف جهود أتيام حملة رش البعوض بالمبيد ذي الأثر الباقي والتي قال إنها مستمرة بصورة طيبة. وعلمت «الإنتباهة» أنه تم حتى الآن حصر «35» ألف فدان متضررة من البساتين والزراعة المطرية وأكثر من «4» آلاف و«200» منزل كلي وجزئي وجارٍ الحصر لمعرفة حجم الضرر الحقيقي الذي يصعب بسبب انقطاع الطرق وانعزال فيما تم توفير «3» لانش للإنقاذ النهري و«2» موتر بوت لتسهيل حركة المواطنين وربطهم بالمدينة. وزير التخطيط العمراني رئيس غرفة الطوارئ بالولاية المهندس الإمام عبد اللطيف أكد أن الغرفة تجتمع بصورة مستمرة وتراقب الموقف على مدار الساعة وتعمل آليات الوزارة بكثافة لتقليل الخطر، وقال إن كمية مياه النهر في زيادة مستمرة وكذلك منسوب المياه الذي يرتفع يومياً... وأوضح الأستاذ الطاهر دفع الله الزاكي رئيس اتحاد المزارعين بمحلية الدندر عضو مجلس الولاية التشريعي أن المزارعين في الزراعة الآلية في محنة حقيقية لانقطاع الطرق علماً بأن المحاصيل الزراعية بدأت في النضوج خاصة محصول السمسم الذي لا يحتمل التأخير في عمليات القطع مشيراً إلى أن الفيضان وتوالي الأمطار قطع كافة الطرق وأعاق حركة وصول العمالة للمشاريع الزراعية الآلية مما يتسبب في خسائر فادحة للمواطنين في هذا الموسم وأكد ارتفاع أسعار السلع والوقود خاصة الجازولين في منطقة العزازة والذي يعد من أكبر الأسواق شرقي الدندر حيث وصل سعر الجركانة سعة 4 جالونات 74 جنيهاً وذلك لصعوبة وصول المواد التموينية للمنطقة. وقال مدير الإدارة العامة للدفاع المدني بالمركز اللواء شرطة هاشم حسين خلال اجتماعه مع المسؤولين بولاية سنار إن زيارتهم تهدف لتقدير حجم الضرر للتمكن من تقديم المساعدة في مجالات الإيواء والغذاء والدواء مشيداً بدور الولاية والتنسيق بين أجهزتها لمجابهة الخطر مؤكداً تعاون المركز مع الولاية. المدير التنفيذي لمحلية الدندر الطاهر إبراهيم الخير أكد ل«الإنتباهة» أن نهر الدندر مخيف وأحدث أضراراً كبيرة في المساكن والزراعة، وقال إنه تم تكوين لجنة للقيام بعملية حصر الضرر بدقة مشيراً إلى صعوبة الوصول إلى بعض القرى التي انعزلت بسبب انقطاع الطرق المؤدية إليها مؤكداً اهتمام المحلية بتوفير العمالة لإنقاذ الموسم الزراعي «خاصة السمسم» من الفشل فيما أشار إلى اجتياح مياه النهر لكل المساحات الزراعية شرق وغرب النهر.