الدموع والتكبيرات وسط قيادات حزب العدالة كانت خير شاهد على الفراغ الذى تركه رئيس الحزب الشهيد مكي على بلايل، وكأنها تؤكد أن الحزب فقد ما لا يعوض لتجد أن هنالك حالة أشبه بالاستسلام بشأن تولي رئيس جديد للحزب، بل حتى ولم ينشأ صراع كما يحدث فى بقية الأحزاب حول من يخلف الراحل، وكأن الحزب قد فقد عموده الفقري، وفقد أهم ركن من أركانه لتذهب رئاسة الحزب تلقائياً لنائب رئيس الحزب المهندس ياسر يحيى صالح خلفاً للشهيد بلايل. والناظر لحال الحزب من بعد رحيل رئيسه، يجد أن الحزب فقد أهم عناصره تأثيراً فى مسيرته التى امتدت لأكثر من عشرة أعوام. فقد أجمع المتحدثون فى المؤتمر الصحفي الذى انعقد أمس لتنصيب المهندس ياسر علي صالح رئيساً للحزب، أجمعوا على أن الفراغ الذى تركه الشهيد بلايل كان له أثر قوي على الحزب. وأشار عيسى علي العجب الأمين العام للحزب إلى أن مسيرة الراحل بلايل ستتواصل، فقد ترك دستوراً وقواعد ثابتة لحزب يجب التواصل فى تحقيقها. فغيابه لم يكن هيناً على الحزب الذى كان مشغولاً بالكثير من القضايا أهمها قضايا الهوية والحدود وقضايا السلطة والثروة، إضافة إلى الملفات العالقة ومحاولة الوصول إلى علاج وحل لأزمة جنوب كردفان. لكن الحزب ومنذ بروزه على الساحة السياسية لم يتخذ موقفاً بارزاً سواء معارضة أو مع الحكومة. فبمشاركة الشهيد بلايل فى المفاوضات بأديس أبابا فتحت الباب حول إن كانت مشاركته بصفته الحزبية أو الشخصية، إلا أن الأمين السياسي للحزب بشارة عرور أوضح أنهم بوصفهم حزباً معارضاً، لهم توافق مع الحكومة فى العديد من القضايا. وقال بالمقابل فقد رفضنا إدخال قضايا أخرى ضمن ملف قضايا النيل الأزرق وجنوب كردفان. وعن وجود الشهيد ضمن وفد المفاضات قال إنه بمثابة مستشارين ومعينين للطرفين. وكانت رؤيتنا أن لا تكون هنالك ثنائية فى الاتفاق كما حدث بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني فى نيفاشا. ومضى إلى أن موقف حزب العدالة واضح خاصة بشأن المنطقتين. وحول دعوة الحكومة للحزب حول الدستور أكد بشارة أنهم لم تتم دعوتهم وإن دعينا سنكون حاضرين وفى أي قضايا من قضايا الوطن. فالحزب حزب معتدل، والحديث لبشارة الذى أكد على أن قيام مؤتمر الحزب العام سيكون فى أبريل المقبل. تحدٍ كبير أمام رئيس الحزب الجديد المهندس ياسر يحيى صالح الذى شغل عدة مناصب فى الحزب، منها عضو ورئيس الدائرة السياسية فى الحزب، ونائب رئيس حزب العدالة الذى قال خلال حديثه فى المؤتمر إن استشهاد بلايل ترك فراغاً فى الحياة سياسياً واجتماعياً وفكرياً لكنه ترك خطاً مستقيماً واضحاً لنسير عليه. مضيفا أنهم سيسيرون فى دربه وسيعملون عملاً دؤوباً لنشأة ورفعة الأمة التى أراد الله لها الأزمات والصعاب. واجتياز هذه المراحل ليس بالأمر السهل. فقد غاب بلايل فى أحلك الظروف التى تمر بها البلاد، لذلك سنجتهد لتحقيق العدالة فى ربوع الوطن حاملين العبء والمسؤولية. على كل وبالنظر إلى ما أجمع عليه الحاضرون حول التأثير الذى طال الحزب بفقدان أهم عنصر فى الحزب، يبرز تحد كبير أمام رئيسه الجديد حول مستقبل الحزب فى ظل القيادة الجديدة. ويرى مراقبون أنها لن تكون ذات أثر ملموس كما كان فى عهد الشهيد بلايل الذى كانت له أدوار بارزة فى عدد من القضايا بحسب الأمين العام للحزب عيسى علي العجب، ومشاركته فى حل أزمة دارفور إضافة إلى مشاركته فى طرح حلول متكاملة فى اتفاقية نيفاشا وقضية أبيي وغيرها من القضايا الوطنية. إذاً، هل سينجح الحزب فى سد الفراغ الذى تركه الشهيد بلايل؟