بفقده فقد السودان ابنًا بارًا عمل للسودان ولأهله.. وبفقده فقدنا قانونيًا بارعًا مثل السودان في المحافل القانونية العالمية.. وكان خير تمثيل رحمه الله رحمة واسعة وأثابه بقدر ما قدم لوطنه وأهله انه القيادي والمحامي فتحي خليل والي الولاية الشمالية. وشخصي الضعيف أول من علم بوفاة الوالي أي بعد حوالى ساعة من وفاته.. وأجريت عدة اتصالات لعمل العزاء بواسطة رابطة الولاية الشمالية في صالة مجهزة .. إلا أن الإصرار من القنصلية كان شديدًا لعمله في صالة القنصلية.. وقد كان لنا تصور خاص لإجراءات قيام مثل هذه المناسبات الحزينة وإدارتها مع تقديم يناسب جلال المناسبة الحزاينية .. واقترحت قيام صلاة الغائب وما يتبعها من دعاء للميت لربما يكون من بين الجالسين رجل أشعث أغبر إذا دعا الله أجابه حسب حديث الرسول صلى الله عليه وسلم. توفى الفقيد بين أيدي أهلنا في دنقلا وتمت الصلاة عليه في جامعها العتيق.. وقد أصروا على دفنه في مدينة دنقلا وذكروا أنهم الأولى بذلك وفاءً وتقديرًا للفقيد .. إلا أن تدخل الوزير مصطفى عثمان إسماعيل ترجى أهل دنقلا حيث قال يُدفن في الخرطوم حسب طلب زوجته وأبنائه.. وأنتم لكم الخيار يا أهل دنقلا .. فتنازل أهل دنقلا عن طلبهم كرمًا وتطوعًا وإكرامًا للفقيد. مثل هذه المناسبات الحزينة لا يجوز فيها أي مجاملات أو ترضيات، خاصة وأن هذه المناسبة كانت في ديوان حكومي «القنصلية» وتخص السودان كله وليس لحزب دون حزب أو لفئة دون أخرى. وللفقيد الرحمة والغفران ولنا ولكم طول العمر.. ولنعمل ألف حساب ونبعد عن المجاملات خاصة في مثل هذه الأحزان.. إنا لله وإنا اليه راجعون.. ولا حول ولا قوة إلا بالله. عبد الرحمن عبد اللطيف عبد القادر