قلت إن مشكلة الزواج هي من اعقد المحطات التي تواجه المغترب خاصة فيما يتعلق بالاختيار حيث تتشابك لديه خيوط كثيرة من علاقات قديمة إلى وجوه جديدة تظهر له في غيابه سواء عبر الصورة أو الفيديو إضافة إلى الوجوه التي يتعرف عليها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي غزت حياتنا بشدة وأصبحت تمثل ركنًا أساسياً في مسألة التعارف والاختيار. هناك بعض المغتربين الشباب ينظرون لمسألة الزواج من ناحية اقتصادية حيث يلجأون للزواج من مقيمات حتى يخففوا عن أنفسهم مشكلة الإقامة والسفر وغيرها من المشكلات المادية الأخرى خاصة ان الإقامة أصبحت تمثل هاجسًا لكثير من المغتربين المتزوجين والذين جاءوا على وظائف عمالية حيث من الصعب جدًا إحضار زوجاتهم وهذه تتسبب في كثير من المشكلات النفسية والمعنوية للزوج والزوجة ويضطر حينها العريس للسفر سنويًا للسودان للقاء زوجته. وكثير من زيجات المغتربين تواجه بالفشل نسبة لقصر مدة التعارف بين الزوج والزوجة وطريقة الاختيار التي تنعدم فيها المعرفة التامة باتجاهات كل آخر حيث يفاجأ العريس أو العروس بطبائع للآخر تختلف عن ما كان يتوقعه وتتضارب الاتجاهات ويقع ابغض الحلال إلى الله. أو أن يتمسك كل واحد بالآخر ويعتبرها قسمته ويلجأ الزوج إلى الاغتراب بالسنوات الطويلة وتتضرر الزوجة من هذا الغياب ولكن مع فوات العمر تظل قابعة في ظل الرجل حتى يقضى الله أمراً كان مفعولا وقد يلجأ الزوج في النهاية أن يتزوج أخرى رغم تضحية الأولى وانتظارها ولكن الحياة بينهم تتوقف بسبب الاختيار غير الموفق واختلاف الرؤى وتتحول الحياة إلى جحيم بعد أن كانا يبحثان عن السعادة. وفي نفس الاتجاه تنجح العديد من مثل هذه الزيجات حيث يجد الزوج والزوجة أنفسهما متوافقين في كثير من الرؤى وتتحول حياتهما إلى سعادة دائمة يعيشانها وكأنهما يعرفان بعضهما البعض سنين طويلة. وقد حاول العديد من الشعراء كتابة أشعار تحكي ذاك الواقع وقد أجاد الشاعر علاء الدين أبسير في قصيدة احمد واميمة حيث جاء وهبة من الاغتراب ليتزوج أميمة وهو لا يدري بأن قلب أخيه معلق بها وهي المسكينة لا تريد الانتظار وقررت أن تتزوج وما بين هذا ذاك يضيع احمد. جن احمد في نفس اللحظة وجن الريد ما أظن ينطبّه