الهميم عبد الرزاق في غضون شهر واحد تمكنت السلطات الأمنية بولاية النيل الأبيض من إلقاء القبض على شحنتي أسلحة مهربة في طريقها من ولاية جنوب كردفان إلى العاصمة الخرطوم، الأولى عندما أماط جهاز الأمن والمخابرات بالولاية في نهاية أغسطس الماضي اللثام عن ضبط كمية كبيرة من الأسلحة تزيد عن «70» قطعة كلاشنكوف محمّلة داخل تناكر وقود بشاحنة قادمة من جنوب كردفان تتبع للجبهة الثورية متجهة إلى الخرطوم، وقال مدير الأمن والمخابرات بالولاية إنهم تابعوا العملية منذ تحركها من جنوب كردفان إلى أن تم ضبطها في حدود الولاية، وأشار إلى إغراء تعرّض له سائق الشاحنة بشحن القطعة الواحدة ب«400» جنيه بغرض ضرب استقرار السودان، وأكد أن المخطط أجنبي استهدف السودان بإدخال الأسلحة إلى العاصمة واستغلال ضعاف النفوس واتهم نائب والي النيل الأبيض الجبهة الثورية التي تحركها أصابع دول أجنبية لتنال من استقرار السودان بالوقوف خلف العملية. وأما الثانية فكانت أمس الأول عندما وضعت السلطات الأمنية بذات الولاية يدها على عربة دفار بنقطة تفتيش كوبري كوستي تحمل أسلحة وذخائر قادمة من جنوب كردفان في طريقها للخرطوم، وقال مدير شرطة الولاية بالإنابة العميد الطريفي السنوسي إن معلومات توفّرت لديهم تفيد بأن العربة تحركت من منطقة الضلمة بجنوب كردفان في طريقها إلى الخرطوم وأنها تحمل «34» قطعة سلاح كلاشنكوف و«13» خزنة ذخيرة كلاش و«6» علب ذخيرة و«37» كيساً محملة بذخيرة مختلفة كانت مخبأة في داخل صندوق ملحوم بداخل العربة الدفار، وأكد أن الهدف من دخول هذه الأسلحة هو زعزعة الاستقرار والأمن القومي. كما تمكنت شرطة ولاية القضارف والمباحث المركزية أمس الأول كذلك من ضبط «256» قطعة سلاح عبارة عن مسدسات كانت في طريقها لإثيوبيا على متن عربة «بوكس» من الخرطوم بعد أن حاول اثنان من المتهمين إخفاءها داخل جوالات وكراتين لتمويه الشرطة وبعد متابعة دقيقة من رجال المباحث تم إحباط المحاولة والقبض على اثنين من المتهمين ودون في مواجهتهما بلاغ تحت المادة «26» الأسلحة والذخيرة. وعثرت الشرطة في 12 سبتمبر الحالي على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر داخل منزل بمحلية جبل أولياء بعد تلقي الشرطة اتصالاً هاتفياً من أحد سكان المنطقة يفيد بوجود كميات من الأسلحة في أحد المنازل وقامت على إثره بمداهمة المنزل وعثرت بداخله على كميات من الأسلحة والذخيرة والمتفجرات وبعد التحري اتضح أن المنزل مستأجر وكان يقيم به أحد قيادات الحركة الشعبية وتعاقب عليه في السكن عدد من القادة الجنوبيين. وفي أبريل من هذا العام وصلت للجهات الأمنية معلومات تفيد بوجود مسلح داخل منزل رياك مشار بالخرطوم بالإضافة لوجود حركة مريبة أثارت حفيظة المواطنين مما دعا وكيل نيابة أمن الدولة إصدار أمر تفتيش للمنزل المشتبه فيه وعلى الفور تحرّكت قوة خاصة تم اختيارها بعناية ونفذت الأمر حيث تمكنت من ضبط «14» مواطناً من دولة الجنوب وأسلحة وذخائر ومهام عسكرية بالإضافة لوثائق خطيرة تحتوي على مخططات لعمليات تخريبية واسعة وسط الخرطوم وزلزلة العاصمة وإسقاط النظام. وفي نهاية أغسطس الماضي أيضاً تم إلقاء القبض على خلايا نائمة بمدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق اقتحمت أحد المنازل جنوب المنطقة الصناعية ووجدت بحوزة تلك الخلية «600» قطعة سلاح، وأشير إلى إلقاء القبض على أحد قيادات التمرد بالمدينة اعترف بوجود تواصل واتصالات بمالك عقار لدعم الخلايا النائمة ب «400» مجند بهدف الهجوم على المدينة من الداخل اعترف المتهم بعدد من الأسماء المتورطة في التخطيط. تجدد عمليات ضبط الأسلحة والذخائر المهربة إلى العاصمة الخرطوم والمخبأة بداخلها وبمدن السودان الأخرى أعاد للأذهان الحملات المكثفة التي شنتها الأجهزة الأمنية في العام 2004م عثرت على إثرها على كميات كبيرة من الأسلحة المخبأة في عدد من الأحياء في شرق النيل وشمال بحري وغرب أم درمان، وكشف وقتها عن محاولات لإطاحة النظام وهي ذات الدعوة التي تطلقها قوى سياسية وعسكرية معارضة الآن لا يخفي بعضها نيته إسقاط النظام بالقوة واستخدام السلاح كما هو ديدن الحركات المسلحة والجبهة الثورية، فهل ثمة علاقة حقيقية بين عمليات التهريب التي تم ضبطها وتلك الجهات هذه المرة؟؟ وما هو حجم الخطر الذي يمكن أن يحدث إذا لم يتم ضبط هذه العمليات؟؟