لم يكد الكونغرس الأمريكي يوقف التمويل عن منظمة (كفاية) الأمريكية مطلع العام الجاري، حتى اتجهت المنظمة للعمل في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق تحت ذرائع الاحتياج الإنساني للولايتين، لأجل جلب الأموال مرة أخرى، وبين طيات اهتمام المنظمة برزت لها أنشطة جديدة منها لقاء جمع منسق السياسات بالمنظمة قمر الدين إسماعيل مع ثلاثي متمردي قطاع الشمال بالحركة الشعبية (عرمان - عقار الحلو) الزائرين إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، بهدف جذب الاهتمام الأمريكي لدعم المتمردين ضد الخرطوم. إن تدويل المنظمة الأمريكية واستضافتها لثلاثي التمرد تحت عنوان (نحن نبحث عن التغيير) يدلل على أن الأنشطة الإنسانية التى دخلت بها المنظمة للاهتمام بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ما هي إلا أداة لكي تتدخل المنظمة في العملية السياسية الجارية التى لها منظومات سياسية معروفة في الولاياتالمتحدة. ما يعزز تدخل المنظمة في عملية التغيير بالسودان التى تجري بأرضي الولايتين، هي أن المنظمة تشرف أيضا على أعمال العملية السياسية التى تقوم الولاياتالمتحدة بملاحقة متمردي جيش الرب اليوغندي الذي استلمت قوات الاتحاد الأفريقي الراية مساءً الثلاثاء الماضي في احتفال عقد بمدينة يامبيو بدولة جنوب السودان حضره السفير الأمريكي بالجنوب، وممثلون عن الاتحاد الأوروبي، ومنظمات المجتمع المدني منهم منظمة كفاية الأمريكية. خلال اللقاء الأخير الذي جمع منسق السياسات بالمنظمة قمر الدين مع متمردي قطاع الشمال،ذكروا أنهم يطالبون المجتمع الدولي بتصعيد الضغط على الخرطوم للسماح بمرور مساعدات الإغاثة لولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، رغم أن الهدف الأمريكي وراء تدويل تلك المنظمات كما تفعل منظمة كفاية، هو البحث عن التمويل المباشر لها، وممارسة ضغوط على الخرطوم بدرجة محسوبة لا تصل إلى حد إسقاطها. لكن بهدف ترسيخ الخضوع لها، بينما يستخدم تمويل المنظمات للعمل على إيجاد حالة من الفوضى تجهض أية فرصة تمكنها من حل القضايا العالقة في قضية الولايتين، إذاً فإن واشنطن تلعب على الحبلين من خلال منظمة كفاية الأمريكية، خاصة إذ ذكرنا أن ريان بوييت أو(كوكو الأمريكي) كما يطلق على نفسه، وهو أحد منسقي منظمة (كفاية) أنه قدم دعماً للمتمردين بواسطة طائرة كينية هبطت بمطار كاودا أواخر يونيو الماضي، وأن المنظمة تتحرك بتلك المناطق بنظام اتصال عبر الأقمار الصناعية ونظام مراقبة متطور. تكمن العلاقة الخفية بين منظمة كفاية الأمريكية التى تدعم قطاع الشمال بالحركة الشعبية من جهة وتدعم ملاحقة متمردي جيش الرب من جهة أخرى، هو الربط اللوجستي الذي تقوم به المنظمة بين قوات (يوناميد) في دارفور والقوة الأفريقية الموجودة بدولة الجنوب وجنوب كردفان تحت ستار ملاحقة متمردي جيش الرب، يمهدان للعمل الكبير الذي سيجري مطلع العام القادم، رغم أن فرص نجاحه ضئيلة لكن متمردي العدل والمساواة في النهاية استطاعوا رغم فشلهم الوصول إلى العاصمة التاريخية أمدرمان.