في وقت وجيز أنتشرت سمعتها وعم خبرها القرى والحضر، وتمايلت في فناءات البيوت الواسعة واحتوت أسوار العديد من المزارع وأضفت عليها الخضرة البهيجة حتى أطلق عليها البعض اسم » المؤتمر الوطني » ربما لسرعة نمواها وانتشارها وملامتها للأمكنة المختلفة !! إنها شجرة الدمس ... التي لم تبلغ الفطام بالسودان وصارت الآن شجرة أقرب إلي المسكيت في مضارها وتناولت الصحف ذلك كثيراً في أنها »تتسلل« إلي أنابيب المياه وتقطع الحياة فيها . فهل سينكرها بعد ذلك أهل » الوطني » ؟؟؟ !!!! ثم تلتها بعد ذلك شجرة الجاتروفا وقيل فيها ما لم يقله مالك في الخمر و بعد ذلك قرأنا التحذير عنها من وزير البيئة والغابات والتنمية العمرانية في أنها أخطر من المسكيت بالرغم من قيمتها الإنتاجية للوقود الحيوى . أما ما نحن بصدده الآن فهو يصب في نفس القضية والتي نخشى أن تنعكس سلباً فيما بعد انعكاس المضار التي نصح بها الخبراء الزراعيون قبل ذلك بزراعة المسكيت ليشلكل حزاماً واقياً ضد الزحف الصحراوي آن ذاك ... في مناطق عدة بالسودان والشاهد علي ذلك برنامج الحقل والعلم الذي كان يقدمه د . نور الدين سيد أحمد وصارت الآن الشجرة سرطان يصعب استئصاله .. والقضية متمثلة في شجرة المورينقا الوفيرا !!! فهي الآن قد حجزت مكانها في رفوف السوبر ماركتات وبين الباعة المتجولين لما تحمله هذه الشجرة من فوائد حسب ما جاء عنها علي الشبكة العنكبوتية !!! . ونود هنا أن » نستفهم » المسؤلين عن البيئة والصحة فيما إذا كانت هذه الشجرة بقدر ما قيل عنها في الصفحات الإلكترونية أم انها ذكاء رجل بئوي أراد أن يعالج كمية الكربون الموجودة في الهواء الناتج عن الصناعات الضخمة والصناعات الكيميائية أو ظاهرة الاحتباس الحراري أو خلق موازنة بيئية .. خصوصاً أن ما تردد عن هذه الشجرة أنها للعالم الثالث وذلك في علاجها لأمراض سوء التغذية وبها كميات من الفايتمينات والكالسيوم وغيره وأنها محفز لذوي بنيات الوعي التناسلي !! إذاً القضية تحتاج البحث والتحري خصوصاً أن للكربون سوق كبير في العالم وله كمية مسموح بها حسب برتكول كيوتو وما زاد عن الحاجة يمكن للدولة المصنعة أن تبيعه لمصانع أخري أكبر وذلك في إيطار خطة التنمية المستدامة وهو مصطلح لاستخدام الموارد الطبيعية المتجددة بطريقة لا تؤدي لاضمحلالها ومواتها أو تؤدي لضمورها »فهي ملك للأجيال القادمة . ونحن في حلّ من هذا وذاك ولا يد لنا في تلويث البيئة فالصناعة في السودان لم تولد بعد !! عموماً ماتردد عن هذه الشجرة ليس كافية لتمليكنا المعلومة الصحيحة والموثوق بها فعلي أهل البحوث الزراعية والقائمين علي هذا الأمر أن يعطونا الحقائق . ويبقى السؤال الملح ... هل المورينقا هي فعلاً شجرة الرحمة أم أنها شبيهة المؤتمر الوطني » الدمس« ؟؟