بكلماته الشفيفات وحسن اختياره لها كذلك، يظل الشاعر الغنائي الفحل حسين بازرعة واحداًمن أميز شعراء الغناء في بلادي. وهناك أغنيات كثيرة كتبها، ولكن تظل «أنا والنجم والمساء» واحدة من أجمل الأغاني التي استمع إليها محبو الغناء خلال الأعوام الخمسين الماضية، ومازالت تواصل توهجها في عوالم السحر اللحني. وفي نهايات عام 1959م كان الشاعر بازرعة قد وصل مرحلة الفرادة في نظم الشعر الغنائي. وهو في تلك السن المبكرة من حياته «عمره آنذاك سبعة وعشرون عاماً»، كان قد غرق في قصة غرام نارية، وهي التي جعلته يعكف في عصف ذهني لنظم تلك الأغنية الخالدة. وقصتها أن المحبوبة كانت قد تأخرت قليلاً عن موعدها مع الشاعر، وهو ما يتضح في قوله داخل النص الغنائي: كلما لاح بارق من محيا خافق مات بالهم عاشق والحبيب في انتظار محبوبته على أحد المقاعد التي تتسع لثلاثة أشخاص قبالة البحر لا يملك إلا أن يقول: يا رؤى البحر اشهدي ها هنا كان موعدي ها هنا كان مقعدي أما قوله: تحمل الشوق والصبا والخيالات موكبا فهو تعبير عن لهفته حين يراها وهي قادمة من اتجاه سيرها من ديم سواكن حيث تسكن. أما مؤدي الأغنية الفنان الهرم عثمان حسين، فقد أضفى علهيا ألقاً لحنياً آسراً يظهر ذلك في صوت البحر بكمان الراحل حسن الخواض.