الحمد لله.. ثم الحمد لله.. ثم الحمد لله.. فها هي مؤتمرات الحركة الإسلامية تنداح عبر السودان لتفوق العشرة آلاف مؤتمر أساس وأكثر من ألف مؤتمر قطاع فضلاً عن المئات من مؤتمرات الفئات والمحليات والولايات وصولاً للمؤتمر العام في منتصف نوفمبر القادم إن شاء الله.. فالذي لا شك فيه أن قوة الحركة قوة للوطن والدين وضعفها ضياع لهما معًا.. هذا الحراك والحيوية يجب أن تكون مخرجاته عودة الروح للحركة الإسلامية الموءودة بفعل بعض العاقين من أبنائها الذين حين جعلت منهم رموزًا وأرقامًا ذبحوها من الوريد إلى الوريد حتى لا تزعجهم بمراجعاتها وتوجيهاتها ناهيك عن محاسبتها لهم.. عليه ما يمكن إجماله (وهو كثير وعسير) من زحام هذه المؤتمرات وأشواق روادها يتجلى في الآتي: 1/ الإشادة المطلقة بالنهضة البنيوية والبنيات الأساسية غير المسبوقة في السدود والكهرباء والصحة والتعليم والطرق والكباري والصناعات الثقيلة والعسكرية والبترول والذهب.. رغم ظروف الحرب والحصار والتخذيل.. وفشل ذريع في الزراعة والخدمة المدنية وغلاء ماحق يكاد يذهب بالمروءة والأخلاق. 2/ نجاح منقطع النظير في تجييش الشعب نحو قضيته المحورية عبر (الدفاع الشعبي بتدريب مليوني مجاهد ومجاهدة شارك منهم في العمليات نحو ربع مليون واستشهد منهم أكثر من ثمانية عشر ألف شهيد نصفهم من عضوية الحركة الإسلامية الملتزمة.. هذا بخلاف من شارك أو استشهد من الواجهات العسكرية الأخرى) وسحق التمرد في كل مسارح العمليات العسكرية وحسم قضية الوحدة القسرية مع الجنوب وان أجهض كل ذلك في منابر المفاوضات التي دخلناها بغير خبرة أو تأهيل. 3/ ضعف روح التدين وسوء المظهر العام وانفلات الشارع وإذكاء الجهوية وإحياء القبلية ورعاية الشللية والفساد المالي والإداري وتضخم هياكل الدولة والكنكشة وموت الإبداع وغياب المحاسبة وانعدام الشفافية.. كل هذا ضد ما تنادي به الحركة ومشروعها الرسالي وأصدق ما قيل في هذا قول الأخ المجاهد حسن رزق نائب الأمين العام (الحركة الإسلامية لم تحكم بعد ووجود بعض إخواننا في السلطة لا يعني حاكمية الحركة في غياب برنامجها). 4/ غياب النظرة الإستراتيجية حين تم تفتيت الأحزاب الكبيرة للسيطرة عليها وكبح جماحها ما جعلها لقمة سائغة للمنظمات الأجنبية ومخالب للاستخبارات العالمية.. ومع إغراءات السلطة والمال تشظّت حركات التمرد ليتم استرضاؤها على حساب هيبة الدولة وسلطانها. 5/ فتح الحركة لعامة المسلمين يسر اختراقها من قبل الانتهازيين والجهويين والذين سيطروا على كثير من مفاصلها على مستوى الأحياء والقطاعات والمحليات.. وفي غياب مشروعها القاضي بتربية الفرد وتزكية الروح وتأهيل العضوية شهدت بعض مؤتمرات الأساس عراكًا بالسواطير والفرارير وتهديدًا بالأسلحة النارية فضلاً عن فاحش القول وبذيء اللسان مما يترفع عنه ذو الخلق الوسيط.. هذه الظاهرة جعلت الأعضاء التاريخيين والحقيقيين يلتزمون الرصيف حين جهل دورهم الوافدون الجدد وأسقطوهم بأغلبيتهم الميكانيكية والمصطنعة في كثير من مفاصل العمل حتى صاروا غرباء في حركتهم وبين إخوانهم.. علاج هذه الظاهرة الخطيرة والمتنامية لا يكون إلا بإعادة نظام التعيين لكل هياكل الأساس والقطاعات والمحليات حتى نضمن قيادات حقيقية ومؤهلة لأداء الرسالة وقيادة المجتمع مع تفعيل برامج تربية العضوية وتأهيلها حتى تستوي. 6/ تفعيل اللوائح والقرارات القاضية بعدم شغل المنصب لأكثر من دورتين وعدم الجمع بين موقعين يزيل كثيرًا من الغبن ويفسح المجال لكثير من القيادات الصادقة والصلبة والمؤهلة ويمكن الجميع من الإبداع والالتزام بالمرجعية ..(أخونا كِبر) اتق الله في الحركة الإسلامية ولا تركن للمطبلين الذين يزينون لك الخروج على البيعة خدمة لمصالحهم وليس للحركة مصلحة في ذلك فالحق واللوائح والمنطق لا يسوغ لك أن تكون واليًا للحكومة ورئيسًا للحزب وأمينًا عامًا للحركة.. هل عقمت الحركة بعضويتها البالغة (124) ألف أخ في الفاشر أن تجد لها أمينًا غيرك.. (ما هو دور هذا الجيش العرمرم من فتنة دارفور التي تهدد الدين والدولة).. أهي الكنكشة أم الخوف من الصراع.. أقدر الثانية ولكن كيف يكون صراعًا إن كانت هي لله حقيقة لا شعارًا فارغًا وهتافًا أجوفًا.. وعبرك النداء لكل والٍ فعل فعلتك التي فعلت. 7/ تفرغ الأمين العام وأمناء الولايات والأمانة العامة كفيل بإحياء الحركة وانطلاقها من إسارها وسلامتها من الارتهان للوظيفة التي أثبتت الأيام أنها تكون دومًا خصمًا على الحركة.. ودونكم تفرغ الأخ د. نافع للحزب حيث جعل منه بعبعًا ابتلع الحركة والحكومة معًا حتى أصبحت الكلمة العليا للحزب من القمة حتى القاعدة وفق نظام قوي ومتماسك رغم تباين العضوية دينًا ومناهج.. حتى نادى البعض بتذويب الحركة في الحزب في اقرار بالهزيمة وتخلي عن المسؤولية وانسحاب من المسرح.. كيف يكون الحزب بكل تبايناته الدينية والعلمانية والإلحادية محضنًا للحركة أو مرجعية لها.. الحركة التي جاءت بالحزب والحكومة ليكونا ذراعيها السياسي والتنفيذي تصبح بينهما غريبة اليد واللسان. 8/ لماذا انتخاب الأمين العام وأمناء الولايات والمحليات بواسطة مجالس الشورى بدلاً من المؤتمر العام.. ولمصلحة من تنزع صلاحيات المؤتمر العام صاحب السلطة الأعلى والأقوى والعضوية النوعية الشاملة لتعطى للشورى حيث الغلبة فيها للعضوية الصفوية والمنغلقة من دستوريين وسياسيين وتنفيذيين هذه الغلبة التي تتلاشى تمامًا في المؤتمر العام بكل مستوياته. 9/ الفتنة التي يقودها الدستور الجديد للحركة وفق المادة (22) من الفصل الخامس التي تجرد الأمين العام من صلاحياته وسلطاته لتضعها بين يدي ما أسمته بالقيادة العليا التي تتكون (من قيادات الحركة العليا في الصعيد التنفيذي والسياسي والخاص) ما يفقد الحركة سلطة المرجعية من توجيه ومحاسبة للجهازين السياسي والتنفيذي (حاليًا لا مشكلة كون الأخوين البشير ونافع من أبناء الحركة الصادقين والمخلصين) ولكن من يضمن لنا مستقبلاً ألا تكون قيادة الدولة أو الحزب في يد غيرنا وفق آلية الأغلبية المكانيكية.. تلك الآلية التي فعلت بالحركة ما فعلت.. مع ملاحظة أن هذا الدستور يلزمنا نحن ولا يلزم أيًا منهما.. إن لم يكن هذا التفافًا على عودة الروح للحركة وتدجينًا لها فماذا يكون.. لا بد من إسقاط هذه المادة وأختها التي تجعل انتخاب الأمناء من الشورى لا المؤتمر العام. 01/ أخيرًا لا بد من محاسبة الذين أفسدوا (سياسيًا أو ماليًا أو إداريًا) ومضاعفة العذاب لهم ضعفين (عِظة وعِبرة).. مع تحليل وتشريح أسباب المنشقين عن الحركة وحربهم ضدها وارتهانهم للصهاينة والأمريكان وإنفاذهم لبرامجهم التهويدية والتنصيرية في دارفور دار المحمل والكسوة والقرآن.