خاطب المندوب الدائم للسودان السفير دفع الله الحاج علي أمس جلسة مجلس الأمن التي عُقدت بغرض إدارة حوار مفتوح حول دور القانون في حفظ السلام والأمن الدوليين، وقد تركز الحوار حول الورقة المفاهيمية بشأن علاقة المحكمة الجنائية ومجلس الأمن. وأكد المندوب الدائم للسودان في بيانه أمام المجلس أهمية احترام ميثاق الأممالمتحدة ومبادئ القانون الدولي الراسخة مؤكداً أن سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها مبادئ يجب الالتزام بها. ونوه السفير دفع الله بما يمكن أن يترتب من سلبيات نتيجة العلاقة بين جهازين تختلف طبيعة صلاحيتهما ومرجعية كل منهما عن الآخر حيث يُعتبر مجلس الأمن جهازًا سياسيًا مرجعيته ميثاق الأممالمتحدة بينما توصف المحكمة الجنائية بأنها جهاز قضائي مرجعيته ميثاق روما، وحذَّر من تسييس العدالة. وأوضح السودان أن مسألتَي السلام والعدالة متلازمتان يجب النظر إليهما بصورة متوازنة دون تغليب واحدة على الأخرى، مع أهمية احترام الدور الوطني والسيادي في تحقيق ذلك، وأمَّن على أهمية آليات المصالحات والتسويات التقليدية وجبر الضرر.. كما أطلع السفير دفع الله الحاج مجلس الأمن على الجهود المبذولة على المستوى الوطني لتحقيق السلام وإنفاذ العدالة وسيادة القانون وفقاً لوثيقة الدوحة، وطالب بإجراءات حاسمة لردع حركات التمرد التي ترفض الاستجابة للسلام. واختتم مندوب السودان الدائم بيانه مؤكداً أن العلاقة بين مجلس الأمن والمحكمة الجنائية في إنفاذ قواعد ميثاقها تظل محل خلاف قانوني وسياسي دولي، مشيداً بالدول التي حذَّرت المجلس من التعجُّل في استخدام صلاحياته بموجب الفصل السابع في العلاقة مع المحكمة خاصة في الحالات التي ترتبط بتحقيق السلام في الدول الخارجة من النزاع المسلح.الى ذلك هنأ بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة تصديق دولتي السودان والجنوب على اتفاقيات التعاون، داعياً إياهما إلى التنفيذ الفوري للاتفاقيات التي تم التوصل إليها وتسوية التناقضات المتبقية. ودعا بان كي مون في بيان للمكتب الصحفي للأمم المتحدة الصادر مساء أمس، كلاً من الدولتين إلى تنفيذ الاتفاقيات التي وقعتاها. وأشار إلى أن الأممالمتحدة تتوقع مواصلة مشاركة الخرطوم وجوبا البناءة مع الاتحاد الأفريقي، في مجال تسوية المسائل العالقة حول الأراضي المتنازع عليها، وكذلك تحديد الوضع النهائي لمنطقة أبيي الغنية بالنفط. وأكّد الأمين العام استعداد الأممالمتحدة مع الشركاء الدوليين والإقليميين لمواصلة تقديم الدعم اللازم للطرفيْن.