منذ مؤتمر سوبا الشهير الذى شق حزب الأمة لنصفين في عام 2003م، والذي قاده مبارك الفاضل المهدي، حتى كان رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدى يمقت أن يذكر اسمه وينعته ب «زول سوبا»، منذ ذلك العهد حدثت متغيرات كثيرة بين الأحباب والأنصار، وانشطر حزب الأمة الإصلاح والتجديد الذي ولد بمستشفى سوبا للعلاج من حكم الفرد الى عدة أحزاب!! لكن الأمر الذى كان شبه متفق عليه بين أحزاب الامة، هو ضرورة لم الشمل مرة اخرى، وبعد كل هذه السنوات تسارعت أحزاب الامة «الفيدرالى بقيادة د. أحمد بابكر نهار والقيادة الجماعية برئاسة الصادق الهادى المهدى والتنمية التجديد برئاسة المهندس غازي عبد الرحيم محمد»، تسارعت الى تحقيق وحدة اندماجية تحققت بالفعل بداية بين الفيدرالي والقيادة الجماعية، وتم التوقيع عليها في تظاهرة سياسية فى 28 يونيو المنصرم، وخاطبها رئيس الحزب الجديد د. نهار والصادق باعتباره نائباً له، وانضم للوحدة لاحقاً حزب الأمة التنمية والتجديد.. ولكن فجأة ودون سابق إنذار تراجع حزب القيادة الجماعية عن التحالف، رغم أن الحزب عقد اجتماعاً طارئاً لمجلسه القيادى فى 26يونيو المنصرم برئاسة الصادق الهادى تمت فيه إجازة قرار الاندماج بالاجماع، وبعد يومين تم الاحتفال بالوحدة بقاعة الشهيد الزبير، وتلاها احتفال ثان بانضمام التنمية والتجديد بقاعة أحد فنادق الخرطوم شهده مساعد نائب رئيس الوطني د. نافع علي نافع ووزير العدل محمد بشارة دوسة، ووقع مندوبون عن الأحزاب الثلاثة على وثيقة الوحدة الاندماجية بحضور رؤساء الاحزاب الثلاثة الذين أجابوا على استفسارات الصحافيين، ودافع الصادق الهادي عن الوحدة وموقفهم منها.وبالتالي وطالما مؤسسات الاحزاب الثلاثة أقرت الوحدة عقب تشكيل مجلس رئاسي ومكتب قيادي وأمانة عامة، تكون تلك الأحزاب قد حُلَّت عملياً بتكوين الحزب الجديد الذى حمل اسم حزب الأمة الفيدرالي القيادة الجماعية والتنمية، وصدر توجيه للولايات بالاندماج تحت المسمى الجديد. ولكن تنصَّل الصادق الهادي وجماعته عن الوحدة، ودعا المكتب القيادى لحزبه للاجتماع الذى وصفه عدد من قيادات الحزب الجديد منهم صديق مساعد وإحسان عيسى وعبد الهادى عبودى بغير الشرعى، وأشار الأخير وهو من حزب القيادة الجماعية، الى أنهم عقدوا اجتماعاً طارئاً يوم 26 يونيو قرروا فيه مباركة الوحدة، حيث أمن الأعضاء على الوحدة، وقال مقرر المكتب القيادي لحزب الأمة القيادة الجماعية المنحل والقيادى بالحزب الجديد الهادي عبد العزيز زائد إن الاجتماع الذى أمن على الوحدة خرج بعدد من القرارات، منها أن الوحدة هدف استراتيجى لا بد من السعى إليه تلبيةً لرغبة جماهير الانصار وحزب الأمة، وأن الاجتماع اجاز وبالإجماع موضوع الوحدة الاندماجية بين حزب الأمة القيادة الجماعية والفيدرالي. ويرى القيادي بالحزب الجديد صديق مساعد أن تراجع قيادات كانوا فى حزب الأمة القيادة الجماعية الذي تم حله عن الوحدة الاندماجية باطل ووراءه دوافع شخصية وشخصيات بعينها تسعى الى أن تجد لها موطئ قدم في الحكومة القادمة، بينما كشفت القيادية بالحزب الجديد إحسان عيسى، أن حزب الأمة القيادة الجماعية قبل الوحدة الاندماجية لم يوفق أوضاعه، حيث تم تسجيل الحزب بقرار من المؤسسين الذين إنسلخ عدد منهم وانضموا لحزب الأمة الوطني برئاسة عبد الله مسار، وانضم آخرون للمؤتمر الوطني، بينما عدد كبير جداً من بقية المؤسسين وبعضهم من قيادات الحزب بالولايات وبعضهم دستوريون أيدوا الوحدة الاندماجية وباركوها وباتوا جزءاً من الحزب الجديد. ومهما يكن من أمر فإن ما يجري داخل أحزاب الأمة في حاجة لفتوى قانونية بعد أن بات كل شخص يأخذ صفة القيادي وكأنها جلباب «على الله» الذي اشتهر به الأنصار خاصة، هذا إن لم يتطلب الأمر من مجلس الأحزاب حسم ما يجرى الذي هو أقرب للفوضى.