أكثر من (32) ألف حاج سوداني يتهيأون لنفرة الحج الكبرى بالذهاب إلى منى والذين وصلوا جميعهم إلى الأراضي المقدسة جوًا وبحرًا حسب خطة التفويج في وقت وضعت فيه بعثة الحج السودانية لمساتها الأخيرة وأكملت حزمة ترتيباتها في مرحلة المشاعر وذلك عبر تقرير تفصيلي شامل استعرضه المطيع محمد أحمد نائب رئيس بعثة الحج والمدير العام لهيئة الحج والعمرة في مؤتمر صحفي عقده أمس بمقر البعثة بمكةالمكرمة، وحوى التقرير كافة مراحل خطة الحج وطبيعة الأداء والتنفيذ لهذا الموسم مشيرًا إلى شكل وطبيعة التنسيق الذي قامت به البعثة مع شركائها البالغ عددهم (37) شريكًا داخل السودان وبالمملكة العربية السعودية وعلاقاتها التي بنتها البعثة السودانية مع كافة المؤسسات السعودية خصوصًا فيما يلي جوانب التفويج والتسكين. وكشف المطيع في تقريره أن السلطات السعودية ستبدأ منذ العام المقبل في تنفيذ نظام المسار الإلكتروني للحجاج الأمر الذي يحد من مشكلة حج الفرادى الذي وصفته البعثة بأنه سلوك غير قانوني، وقد يحرج البعثة مع المملكة العربية السعودية، وقال إنهم يتطلعون إلى قيام ما يسمى بصندوق الادخار الطوعي أسوة بعدد من الدول الإسلامية التي دخلت في هذا النظام لتقليل تكلفة الحج باعتبار أن الدولة خرجت تمامًا من الإجراءات المباشرة من الحج والعمرة، وبات دورها إشرافيًا ورقابيًا وتخطيطيًا.. وفي السياق عزا الأستاذ محمد المصطفى الياقوتي رئيس بعثة الحج السودانية ووزير الإرشاد والأوقاف النجاحات التي تحققت للبعثة في خطة هذا العام إلى النهج الذي سلكته البعثة في إعلاء شأن الشراكة وإجادة التنسيق داخل السودان، وفي المملكة العربية السعودية وإلى التعهدات والالتزامات التي نفذتها البعثة وفقًا لاشتراطات ومعايير المملكة مشيرًا إلى أن التفويج هذا العام تم بطريقة دقيقة وعلمية وبتعاقدات واضحة مبرئة للذمة، وأن الخطوط الجوية السودانية أوفت تمامًا مطلوبات خطة التفويج من السودان إلا أن التحدي الذي ينتظر سودانير والبعثة هو تحدي التفويج إلى السودان عبر مطار الملك عبد العزيز بجدة ولم يستبعد الوزير الياقوتي من أنه ربما تستجد بعض الأمور فيما يختص بعملية التفويج إلى السودان قد تقود إلى التأخير وهي عملية وصفها الياقوتي بأنها خارج إرادة سودانير وإرادة البعثة السودانية وهي شأن يخص الطيران السعودي وأضاف: لكن إذا حدث هذا التأخير أو الاخلال في جداول التفويج للسودان فإننا سنتجه إلى الخطة (ب) لمعالجة سفر الحجاج عبر مطار المدينةالمنورة وهي عملية تكلف البعثة التزامات مالية كبيرة. وفيما يختص بقضية الهدي أكد الياقوتي أنهم شكلوا لجنة لمناقشة هذه القضية والوصول فيها إلى اتفاقات محددة وصيغة واضحة تعالج اللبس والاحتيال الذي ربما يقع فيه العديد من الحجاج من قبل بعض الشركات أو الأفراد خصوصًا أن هناك عروضًا مختلفة بشأن قيمة الهدي مبينًا أن هذه اللجنة ستخرج برأي واضح سنعلنه لاحقًا استنادًا إلى فقه التيسير الذي انتهجناه في البعثة وانتهجته أيضًا المملكة. وكشف الياقوتي أنه في البعثة بصدد إعادة النظر في تقسيم وتوزيع حصص الحجاج إلى الولايات وفق معايير محددة، ونفى في ذات الوقت أن تكون هناك قطاعات منفلتة أو تعمل خارج نطاق الخطة العامة للبعثة وأن هناك الكثير من الأخطاء والاخفاقات تمت معالجتها هذا العام، مشيرًا إلى أن شيك الألف ريال ليس ضمن التكلفة الكلية للحج ولكنهم اتفقوا مع بنك السودان لتحويل هذه المبالغ لمن يريد من الحجاج.