فى حياة كل أمة الكثير من العظماء الذين يساهمون فى بناء مجدها وتاريخها وفى تاريخ أناس كثيرين قدموا لبلادهم وشعوبهم الشيء الكثير وبعض هؤلاء الذين لعبوا دورًا بارزًا فى تاريخنا وحياتنا.. يفضلون العمل فى صمت وهدوء بعيدًا عن الأضواء راضين بثواب الله لهم بحسن أعمالهم.. ومن هؤلاء فضيلة الشيخ البروفيسور «أحمد على الامام» رئيس مجمع الفقه الاسلامى ومستشار رئيس الجمهورية لشؤون التأصيل الاسبق.. الذى انتقل الى جوار ربه صباح يوم الثلاثاء خامس ايام عيد الاضحى المبارك.. ففى هذا اليوم تطهر وتوضأ وصلى الفجر وجلس يسبح لله يحمده ويستغفره وهو لا يعلم إنها خاتمة أعماله لهذه الحياة.. فسبحان من اليه الرجعى فقد أبت نفسه إلا أن يأتى الله طاهرًا نقيًا.. ساعتها سرت فى مسارب النفس موجة تباريح الحنين والشوق الى الله.. فقد عرجت روحه الى بارئها وذهبت فى ضيافة الرحمن الى ملكوته وهو يحمل التقى والصلاح بعد أن أسكن الله طاعته فيها وترك ثمار إحسانه دانية القطوف. اللهم أجزل له العطاء بقدر ما أعطى ورعى وبذل وبقدر ما يختمر فى النفس من آمال وطموحات وبقدر ما قلب وجهه فى السماء ابتغاء مرضاتك.. وبقدر ما بقيت عين تقطر وقلب ينبض ولسان يتحرك.. اللهم إنه عبدك فأتاك وليس له زاد إلا تقواك.. فابسط يدك اليه واجعله من الكرام البررة المتكئين على الارائك واسقه برحمتك من الرحيق المختوم.. واجعله من الذين فى سرر مرفوعة ونمارق مصفوفة وذرابي مصفوفة.. واجعله يا الله ممن يأخذون كتابهم بيمينهم فى سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب.. ونسألك أن تفرغ علينا صبرًا نعبر به بؤرة أحزاننا وأن تسبغ علينا نصرًا من عندك وتعيننا على شدائد الدهر ونوائبه.. إنا لله وإنا اليه راجعون.. ولا حول ولا قوة إلا بالله. عنهم / عبد الرحمن عبد القادر عبد اللطيف جدة