يُعد اختيار شريك العمر واحدًا من الإشكالات التي تقف حجرة عثرة أمام الكثيرين خاصة الفتيات، فهناك من تحلم بالزوج الرومانسي الذي يغرقها في الدلال وأخرى تفضل الرجل الحمش الذي يرفع صوته مدويًا ليهز أركان المنزل .. فأيهما تفضل حواء الرومانسي أم الحمش؟ وما هي الأسس التي تختار بها شريك العمر ؟.. «البيت الكبير» استطلع عددًا من اهل الرأي والاختصاص وعكس الأبعاد النفسية والاجتماعية والمعايير التي يقوم عليها الزواج ... أجرته: منى النور الكلام المعسول ترى إبتهال عمران «موظفة» أن المرأة تظل تبحث دومًا عن الرجل الرومانسي الذي يملأ حياتها بالكلام المعسول ويغرقها في الحب والدلال وهو بالطبع حلم كل فتاة، ولأن شخصية الرجل تختلف عن شخصية المرأة وكذلك نظرة الرجل للرومانسية فكثيرًا ما يحدث صدام بينهما، وتكمن المشكلة الرئيسة والتي لا يفهمها معظم الرجال أن المرأة ترى وتسمع بأذنيها ولذلك فهي تفضل الكلام الرومانسي وهو أول شيء يجذبها له، ولكن الرجال لديهم وجهة نظر مختلفة عن المرأة للرومانسية في الأفعال وليست الأقوال، فالمرأة تحب الرجل الذي يقدرها ويشعرها بأنها محبوبة، إضافة إلى ذلك هي تشعر بالحرية في التعبير عن مشاعرها أمام رجل يبادلها ذلك على طريقتها.. وفي ذات الوقت لا يمكن أن تنكر حواء رغبتها في الارتباط بالرجل الحمش الذي لا يمكن الاستغناء عنه. فترة الخطوبة فقط فيما كان لأحلام رأي آخر مبينة أن الرجل السوداني بعيد كل البعد عن الرومانسية، ولكنها عادت وقالت في فترة الخطوبة يحاول أن يُظهر رومانسيته ويجتهد في ذلك ولكن بعد الزواج ودخول الحياة الزوجية تختفي، وقد يكون ذلك بسبب ظروف الحياة القاسية، ومن المعروف أن معظم النساء تتمنى أن يكون شريك حياتها وزوج المستقبل رجلاً رومانسيًا لأنه شخصية عطوفة وحنون وهي صفة تحبها المرأة. الوسطية مطلوبة وترجع «أ» بذاكرتها قليلاً وتقول قبل الزواج كنت كغيري من بنات جيلي أفضل الزواج من الرجل الحمش ولكن بعد الزواج ومن خلال تجربتي التي عشت فيها أصعب وأقسى أيام عمري اكتشفت أن الوسطية مطلوبة في كل شيء، فقد كان زوجي صعب المراس يغار عليَّ حتى من زملائي، وكان كثيرًا ما يفتعل المشكلات مع كل من ينظر إليَّ، فعشت أيامًا قاسية أبحث عن من يمسح دمعتي ويواسيني بكلمات حنونة لذلك لم أعد أطيق العيش معه وقررت الانفصال، ومن هنا أوصي بنات حواء بضرورة توخي الحذر في الاختيار مابين الرومانسي والحمش. أفضل الحمش حديث «أ» لم يُثنِ مروة كمال «موظفة» عن رأيها، فهي تفضل الرجل الحمش برغم خشونة طبعه وقسوته، وتؤكد أن المرأة لا تحب الدلال الزائد، لذلك هناك من تفضل البحث عن الرجل الغامض والحاد، وفي ذات الوقت يشعرها بشيء من الرومانسية عندما تحتاج حتى لا تصبح الحياة جافة تفتقد إلى الرومانسية الممزوجة بالقوة. فهم خاطئ فيما يرى أحمد آدم «معلم» أن معظم الفتيات اليوم لديهنَّ فهم خاطئ لمفهوم الرجل الحمش فهناك من تراه المتسلط والذي يفرض الأوامر وهذا غير صحيح فمثل هذا الرجل قد لا تقبل العيش معه بعد الزواج وتنفر منه، وفي اعتقادي أن الرجل الحمش هو القادر على صنع قراراته ومساندة الضعيف والوقوف إلى جانب أسرته، كذلك قد يكون الرجل حمشًا بطيبة قلبه وغيرته على زوجته ولكن معظم النساء قد تشعر بالضيق والضجر من هذا النوع من الرجال بمجرد العيش تحت سقف واحد برغم تفضيلها له، ومع كل ذلك هو الذي يكسب الرهان دائمًا. إفرازات طبيعية ولمعرفة الأبعاد النفسية والاجتماعية للقضية، قال الأستاذ محمد أحمد أستاذ علم النفس إن الغالبية من الشباب اليوم يبحثون عن الرومانسية والعاطفة قبل تأسيس الحياة الزوجية، وفي علم الاجتماع أن من أهم المحاور الأساسية للتأسيس السليم هو الاختيار السليم لشريك الحياة وبالتالي ما تظهره الحياة الزوجية بعد الزواج من مشاجرات قد تقود إلى الطلاق تختلف عمّا كان مبنيًا على العاطفة، وقد أثبتت الكثير من الدراسات العلمية أن الاختيار المبني على العاطفة والرومانسية فقط وليس على الرغبة في الاستقرار أو الزواج عن اقتناع كُتب له الفشل، والكثير من المشكلات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية في الوقت الحاضر هي إفرازات طبيعية للعديد من المشكلات ومنها الاختيار الخاطئ لشريك العمر للزوج أو الزوجة، وختم حديثة بأن اختيار الزوج أو الزوجة ليس بالأمر الهين بل قد تكون هناك معطيات ومسلمات يحتار فيها الشخص.