قبل الحديث عن كميات الخمور الكبيرة التي تُصنع بالخرطوم، دعونا نعيد النظر حول هذه الإحصاءات لبلاغات الخمور بولاية الخرطوم خلال الأسبوع الماضي فقط، حيث دوَّنت شرطة أمن المجتمع «527» بلاغاً، تفاصيلها يوم الخميس «100» بلاغ، الأربعاء: «112»، الثلاثاء: «104»، الإثنين «109» وبلغت يوم الأحد «102» بلاغ خمر، وهذا لا يعني المضبوط، إذ بلغت ضبطية يوم واحد لمنزل في أمبدة «1883» كرستالة «عرقي» معبأة ومجهَّزة للتوزيع، وهذا بالتأكيد لم يك منزلاً أو خمّارة بل مصنع به معمل ل «التقطير»، فالكمية كفيلة بتغييب عقول العاصمة كلها، والملاحظ أيضاً في هذه الضبطية أن هذه الكرستالات قد تم جمعها من القمامة مما يشير لعمالة كبيرة ساهمت في هذا المجهود، ويتم التعامل معها بتوزيعها لمراكز مختلفة في العاصمة، مما يشير لسرب من المتحركات الراكبة والراجلة، ومثل هذه الضبطيات تعتبر في حد ذاتها ضبطيات نوعية لشرطة أمن المجتمع. الملاحظ أيضاً أن هذه التجارة التي أصبحت رائجة بشكل تدميري وباتت منتشرة بصورة مزعجة وتُبذل فيها أموال طائلة، ولعل «ست العرقي» أصبحت سيدة أعمال تموِّل برأس مال ولها موزعون ومركبات ووحدات تُدرج بحسب الوظائف، وبالتالي فالنتيجة لهذه الكميات الكبيرة من الخمور ارتفاع معدلات الجرائم وخاصة جرائم القتل والاغتصاب وتفكيك المجتمع وطالما أصبحت الخمور البلدية بهذا الشكل فإنه بلا شك تصبح تجارة إفساد تديرها شبكات منظمة لتكسب من ورائها أشياء غير الربح المادي، وبالحساب العادي فإن سعر المبيع لا يتناسب مع حجم التكلفة، إذ وردت معلومة تفيد بأن سعر الكرستالة الصغيرة لا يتجاوز ستة جنيهات، ودونكم الأمر القضائي الخاص بالسجن لتلميذتين جنوبيتين بكمبوني تتاجران ب «العرقي» حيث أصدرت محكمة الطفل بأم درمان برئاسة مولانا أحمد البحر الحكم بالسجن «4» أشهر على طفلتين «جنوبيتين» تدرسان بمدراس كمبوني للأساس، بعد العثور بحوزتهما وبداخل حقائبهما المدرسية على كمية من الخمور البلدية «عرقي» وقد اعترفتا بأنهما تقومان بالاتّجار فى الكحول منذ فترة، ولا أظن أن تلميذات كمبوني في حاجة إلى مصاريف. ولكم سادتي أن تتذكروا أن أم الكبائر هي أم الخبائث وأم الجرائم والرذائل والمخاطر التي تحيط بكم، ولسلامتكم وسلامة حيكم وقريتكم ومدينتكم ومجتمعكم عليكم التعاون مع السلطات بالإبلاغ الفوري عن أي مناطق لتصنيع الخمور، وهذا أقل ما يمكن أن تسهم به في محاربة هذه الظاهرة. * أفق قبل الأخير: علق أحد الساخرين على مسألة تصنيع الخمور البلدية في أمبدة أو دار السلام وترويجها في الطائف والعمارات وقال سبحان الله «الانداية بقت متحرِّكة»!! أفق أخير: «ست العرقي» صارت من سيدات الأعمال الجدد..