بعد تفكير عميق فكر«إكس» في إكمال نصف دينه، وبدأ في ترتيب مراسم العقد والدعوات وغيرهما من مظاهر الفرح التى يفضل أهل السودان إكمال الزواج بها، وسار كل شئ حسب ما رُتب له، حتى التفاصيل الصغيرة التى قد لا يفكر فيها البعض كانت في حسابات «العريس» الذي أخذ وقتاً طويلاً في رحلة بحث عن شريكة حياته، حتى توافقت أفكاره مع زوجته التى اختارها، ووجد «إكس» الكثير من الدعم من أهله وأصدقائه خاصة صديقه المقرب جداً منه، الذي كان يعمل في القوات النظامية، فقدم له كل التسهيلات الممكنة التى تخرج يومه ذاك بشكل رائع، ولكنه لم يكن يعلم أنه سيكون مصدر شقاء صديقه في ليلة زفافه، وبعد أن أكمل شيخ المسجد عقد الزواج في ذ اك المسجد الذي لا يبعد كثيراً عن ديار العروسين، رفع الجميع الأكف الدعاء بمباركة الزواج، وخرج صديق العريس إلى باحة المسجد وأطلق أعيرة نارية لتعلو الزغاريد في منزل العروسين اللذين كانا يتجاوران في الحي، ولم يكتف صديق عريسنا بذلك، بل ذهب إلى منزل الفرح ليحاول إطلاق أعيرة نارية غير التى أطلقت عند باحة المسجد، ولكنه في هذه المرة أخطأ، لتستقر رصاصة في صدر شقيق العريس وأخرى في ابنة خاله، ويتحول الفرح إلى ترح وتتعالى الصيحات لإسعاف المصابين دون جدوى بعد أن فارقا الحياة، تحولت حياة «إكس» إلى جحيم، فهو الذي كان سعيداً بالأمس وإلى جواره صديق العمر، الآن أصبح تعيساً بعد أن فارق شقيقه وابنة خاله، بيد صديقه دون قصد. هذه القصة نسخة مكررة من حالات كثيرة انتشرت في السودان خلال الفترة الماضية، وكثيراً ما نجد حفل زواج تحول إلى حزن عميق بسبب الطلقات النارية التى تعطي الإذن بالأفراح كما يعتقدون- ولكنه أحيانا كثيرة تعطي الإذن للأتراح، ومثل هذه الحالة حدثت هذا الأسبوع في محلية كرري وغيرها في أمدرمان، وقبلها في الكلاكلة، وفي كل يوم تتكرر مثل هذه الحوادث التى في الغالب تأتي من نظاميين يحملون أسلحة مرخصة وقانونية، ولكنهم يتسببون في أحزان الكثيرين دون قصد، ونرجو أن تنتبه وزارة الداخلية وغيرها من المؤسسات العسكرية إلى مثل هذه الحالات وضبط أفرادها حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث، وإن دعا الأمر إلى التشدد في قرار منع إطلاق الأعيرة النارية في هذه المناسبات الاجتماعية حتى لا تتكرر الفواجع.