قديما قال المفسرون إن العقل وظيفة القلب لا الدماغ!! وأن العبد يعقل بقلبه لا بعضو يوجد فى رأسه يسمى الدماغ، والقرآن جاء ينفي عن أهل الكفر عقل القلوب قال تعالى: «ورَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ» التوبة: «87»، وقال تعالى «أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ» الحج: «46»، قال رب العزة عز وجل: «ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ» المنافقون: «3»، وقال ربنا المتعال: «وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ. «الأعراف: 179» والنصوص من القرآن والسنة كثيرة، إن العقل عمل القلب لا عمل الدماغ، قال الإمام القرطبي: «أضاف العقل إلى القلب لأنه محله، كما أن السمع محله الأذن» تفسير القرطبي 12/73، يقول الإمام ابن حجر رحمه الله تعالى شارح صحيح البخارى: «ويستدل به على أن العقل في القلب، ومنه قوله تعالى: «فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا». وقوله تعالى: «إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ» ق: «37»، وقال المفسرون أي: «عقل، وعبر عنه بالقلب لأنه محل استقراره» فتح الباري ابن حجر 1/129، ولذلك العاقل حقيقة هو من استطاع ربط المقدمات الصحيحة ربطاً صححاً ليصل إلى نتائج صحيحة، فيسوقه النظر في ميم المعاش وآلاء الله فى الدنيا إلى الإيمان بميم المبدأ والمعاد، وأهل الكفر عندما يدخلون النار وقد قابلوا نعم الله بالكفر وآيات الله بالجهود وأوامر الله بالتفريط ودين الله بالعداء ورسول الله بالتكذيب، يعرفون وقد كشف الله غطاءهم عن قلوبهم وصار بصرهم حديداً، أنهم كانوا أمة بلا عقل وَقَالُوا «لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ» «سورة الملك الآية: 10». وأخيراً وأخيراً جدا عرفوا أنهم غير عاقلين فى حين أن دعاويهم العريضة ومقالاتهم الساخرة بالدين والطاعنة فى السنة كانت تتخذ من العقل منطلقاً، فيقول أحدهم دين لا يوافق العقل أركله بقدمك ولا تخضع له نفسك!! وأردت بهذه المقدمة أن أقول إنه لا يوجد بنص القرآن كافر عاقل ليس من جهة امتلاكه لما يعقل به وصحته من ناحية السلامة البيولوجية ولكن من جهة سوء استخدامه لنعمة الله من قلب يعقل به، فأحاله الى قلب أسود مرباد كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد روى الترمذى في سننه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن رجلا قال: يا رسول الله، ما أعقل فلانا النصراني! فقال: «مه إن الكافر لا عقل له، أما سمعت قول الله تعالى: «وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير» «الملك:10». والصحيح أن كمال العقل مع كمال الإيمان، وأن صحة الفؤاد هي التي تجعل الإنسان يعقل الحقيقة الكبرى حقيقة الوجود وخالقه والمصير ومآلاته، فيتنزل ربطه الصحيح هذا على نفسه تهذيباً وعلى عمله هدايةً وعلى فكره استقامة وعلى همته علواً، وهو يدرك معانى استخلاف الله له في الأرض، وليس هذا محل بيان أن العقل وظيفة القلب، وإنما جعله مقدمة بين ذكرى لبعض غباء وسخافة القضاء الأمريكي، لنعلم معنى قولنا إن الكافر لا عقل له بل هو من الغباء بمكان: 1/ اعتاد أبناؤها الأربعة تناول وجبة إفطارهم من ماكدونالز وهم فى طريقهم ألى المدرسة، وبعد فترة لاحظت هذه الأم «الغبية» أن أبناءها الأربعة أصيبوا بالتخمة، فرفعت دعوى على ماكدونالز تتهم مجموعة المطاعم بأن السندوتشات التى تناولها أبناؤها فى ماكدونالز تسببت فى إصابتهم بالتخمة، وهذا سبب لهم ضرراً بالغاً وإضراراً شديداً بأمهم، فقضت المحكمة «الغبية» بتعويض هذه الأمة مليون وستمائة ألف دولار «أربعمائة ألف دولار لكل طفل غبي ولطخ»!! 2/ جلس أحد «الأغبياء» فى مقهى لماكدونالز بواشنطن وطلب فنجان قهوة، فأحضر أحد عمال المقهى له فنجان القهوة، فلما احتسى منه شربة وجده ساخناً جداً جداً، فرفع هذا «الغبي» دعوى على ماكدونالز بدعوى أن قهوة ماكدونالز أحرقت لسانه لشدة سخونتها، فحكمت المحكمة «الغبية» له بتعويض 800 ألف دولار !! ودفع مدير فرع ماكدونالز «الغبي» الغرامة!! 3/ استهدف أربعة لصوص سيارة حمل نقود لأحد البنوك، وقطعوا عليها الطريق في عملية سطو مسلح بغية سرقة الأموال التي بداخلها، وهذه الجريمة يعاقب عليها القانون الأمريكي بثماني عشرة سنة سجناً، إلا أن اللصوص «الأغبياء» وجدوا السيارة فارغة من النقود، وتم إلقاء القبض عليهم من قبل الشرطة، فحكم عليهم القاضى «الغبي» بأربع سنوات فقط، بدعوى أنهم أصيبوا بخيبة الأمل لعدم وجود نقود بالسيارة!! 4/ في واشنطون العاصمة التى تنتشر فيها الجريمة وبعض أحيائها لا تستطيع الشرطة دخولها، خطط لصان «غبيان» للسطو على مول كبير فى أحد الطرقات، وهو من مواد غير ثابتة «فك وتركيب»، فصعد أحد اللصين «الغبيين» إلى سقف المول ليجد ثلمة ينزل بها إلى داخل المول، وجلس الآخر «الغبي» ينتظره على الأرض، فانهار جزء من السقف وسقط اللص «الغبي» داخل المول، فهرول صاحبه «الغبي» لإبلاغ الشرطة «الغبية» بأن شخصاً انهار به سقف المول، فجاءت الشرطة وأخرجته، فرفع اللصان «الغبيان» دعوى ضد مالك المول وأقاموا محامياً «غبياً» فطالب بتعويض اللص، وقال: هذا يعتبر تقصيراً كبيراً من قبل صاحب المول في صيانة موله، وكيف إذا انهار هذا السقف على أحد الزبائن فمات، وكان يمكن تغريم صاحب المول «30» مليون دولار، وأنا أطالب لموكلي بتعويض على الإضرار والترويع الذي وقع عليه، فحكمت المحكمة «الغبية» للص بتعويض اربعة ملايين دولار، ودفع صاحب المول «الغبي» الغرامة !! لأن سقفه غير المصان أفسد على اللص سرقته!! حقيقة مهازل.. اضحك مع القضاء الأمريكي.. ألم أقل لكم إن الكافر لا عقل له!!