ما بين زخات المطر والرصاص.. كانت كاميرا في ساحات الفداء عبر مراسليها تشكل حضورًا ليوثق لتأريخنا البطولي والتضحيات الكبيرة التي قدمتها قوات الشعب المسلحة والقوات النظامية وقوات الدفاع الشعبي. في شهر يوليو من العام «2001م» شهد انطلاقة متحرك نفرة الغربية الكبرى من منطقة «تمساحة» التي تقع في محلية بحر العرب بولاية جنوب دارفور في الحدود مع بحر الغزال وذلك في طريقه إلى راجا بقيادة الشهيد اللواء إسماعيل عبد الله كاكوم قائد الفرقة 16 مشاة نيالا ونائبه العقيد الركن محمد حسن بيرك وركن العمليات العقيد الركن / صالح محمد علي. عقد نضيد من ضباط وضباط صف وجنود الفرقة 16 مشاة بمساندة قوات الدفاع الشعبي وقوات السلام بمحافظة راجا. كثافة الأمطار في فصل الخريف في هذه الأنحاء جعل من تحرك القوات مهمة في غاية الصعوبة خاصة والمنطقة معروفة بغزارة الأمطار واستمرارها طوال اليوم.. لكن عزيمة الرجال وصبرهم جعل كل الصعاب ممكنة التخطي.. فظل المتحرك يتقدم الى أن وصل الى نهر بورو وهو نهر موسمي يمتاز بقوة تياره والأرضية الصخرية الملساء حيث مكثت القوات عدة ايام لعبور النهر ومنه انطلقت قوات نفرة الغربية الكبرى فى طريقها الى راجا. كاميرا ساحات الفداء وعبر مراسليها كانت توثق لكل اللحظات العصيبة التى مر بها المتحرك خاصة عبور حقول الألغام ومجارى الأمطار والوديان وكثافة الأشجار والأعشاب الكثيفة التى تعيق سير المركبات ثلاثة أشهر قضاها المتحرك يغالب الطبيعة ومشاقها حتى دخلت القوات الى راجا لتستعد لمعركة لأسابيع متصلة قدمت فيها قوات متحرك نفرة الغربية الكبرى عددًا من الشهداء على رأسهم البطل الرائد/ حسن عبد الله قائد قوات الدفاع الشعبى بولاية جنوب دارفور حيث كلف بقيادة قوات الالتفاف التى داهمت قوات المتمردين من الخلف فاستردت كبري راجا وهو المدخل الوحيد الى المدينة وكان واحدًا من اسباب الانتصار وقد حاولت قوات التمرد أن تسترد الكبرى عبر عدد من المحاولات تصدَّت لها قوات الالتفاف وفى واحدة من هذه المعارك استشهد الرائد / حسن ومن قبله الشهيد النقيب على اوقاشى والشهيد الملازم سليمان وعدد آخر كانت دماؤهم مهرًا لتحرير راجا بعد شهور من السير والمسير في صحائف المجد والفداء سطَّرها متحرك نفرة الغربية الكبرى.