الراوي الفاتح بشارة رحمه الله. بطل الرواية الفريق إبراهيم عبود رحمه الله، رئيس السودان (1958 1964م طبعاً حكاية رئيس السودان دي مهمة لأن أجيال اليوم لم تدرس التاريخ الحديث للسودان واهتمامها بالثقافة السودانية في غاية الضعف وكل هذه الأمور تحتاج وقفة وعلاجاً من الإدارة العامة للمناهج). يقول الفاتح بعد عودتهم من الزيارة الأولى للاتحاد السوفيتي (الذي كان عظيماً) قدم للسيد الفريق عبود مبلغاً من المال سأله الرئيس ما هذا؟ فكان رده بدل سفرية. قال: عبود مقابل ماذا ألم نركب طائرة الدولة؟ الفاتح: نعم. ألم تقم الدولة المضيفة بكل واجبات الضيافة؟ هل صرفنا مليمًا من جيوبنا؟ هل أعطيت أحدًا قبلي؟ رد الفاتح نعم كلهم. أرجع كل هذه المبالغ فورًا لخزينة الدولة وقد كان، رد كل الوفد ما يعرف ببدل السفرية. لماذا لم يؤخذ موقف الرئيس عبود كسابقة يؤسس عليها ما ينفق على السفر إن كان على نفقة الدولة المضيفة فلماذا هذه المبالغ التي تصرف؟ وإن كان الوفد يسافر على نفقة الدولة يحدد الصرف في الذي يفي بالغرض فقط وليس للبحبحة. والسؤال الملح لماذا هذه النثريات أو بدل السفرية هل تعطى تعويضًا للذي فارق أوطانه؟ بدل عواطف يعني؟ هل السفر متعب ويحتاج من يسافر إلى تعويض ما فقد من طاقة؟؟ منْ حدد هذه الفئات؟ وعلى أي أساس؟ كيف يعطى مسافر من هذا البلد الفقير إلى بلد سياحي حتى شوارعه تعتبر سياحة لمترفي بلاد أخرى، كيف يعطى (400) دولار على كل يوم قضاه في السفر؟ ويروى أن أحدهم بعث ليوقع عقداً كانت كل الحسابات تقول إن (3) أيام كافية لأداء المهمة مكث الرجل أكثر من عشرين يوماً علشان يضرب في (400) دولار. يقال ان كثيراً من السفريات الهدف منها هذه البدلات والاستمتاع بالسفر ولا توجد محاسبة على نتائج الرحلات والسفريات وليست هناك أسس واضحة لمن يسافر وما مهمته رغم ما يصرف عليها. ويقال ان كثيرًا من رؤساء المؤسسات يستأثرون بالسفر ولو كان تخصص أحدهم لغة عربية والدعوة لمؤتمر في الفيزياء النووية أصر أن يكون هو المسافر ولو لا الحياء لضربت لذلك مثلاً وذكرت اسماً. على رئاسة مجلس الوزراء أن ترصد كل مسافر حكومي لماذا السفر؟ من الداعي لمن وجهت الدعوة؟ ما المؤهلات المطلوبة؟ ما التخصص المطلوب؟ ويكون مطلوبًا من كل مسافر تقرير أو خلاصة لسفره وماذا استفادت البلاد منه. أما أن تحدد كل جهة طرق أسفارها وزمانها على مزاجها ويكون العائد على البلاد صفرًا لا ليته صفرًا بل فقد كثير من الدولارات. كيف يكون بدل السفرية أضعاف الراتب؟ ولا أنسى وفود الهيئة العامة للحج والعمرة قبل سنوات حيث سافر وفد مكون من أكثر من (20) شخصًا للوقوف على التجربة الماليزية ولثلاث سنوات متتالية. ولم يرونا ما وقفوا عليه ولم يصبح واقعًا ولكن الأيام أثبتت أشياء أخرى وحقبة انقضت وأطاحت رأس الهيئة ولم نسمع محاسبة بعدها!! لماذا؟ كم من الوفود تغادر البلاد كل يوم؟ وكم من بدل السفرية تصرف وبما تعود كل هذه أسئلة تحتاج ليس إجابات بل عمل جاد لمراجعة هذا المسلك الذي أفقر البلاد التي أصلها الفقر. كسرة: ماذا لو سألنا وزير العدل عن أين وصل ملف شركة الأقطان؟